لتقترب السماء
عادَ منْ أمسهِ
وقدْ نسي
أن لا حقيقةَ لهُ في المساء
وأنّ الخرابَ أقربُ إليكَ منّي
إليهِ خذْ ما راحَ
يتوضأ من شظاياَ ذاكرتِي.
حلمٌ كغيمتين
وأنا أخطو على عجلٍ
وكأنّ ماضيَّ أقربُ من حاضرِي
لأحدثَّ القصيدةَ والحبيبةَ
عن قتيِلها
كيفَ يمرُ بهِ النسيان ؟
فهل أستطيعُ للبكاءِ وصولاً؟
حينَ أجدُ بكفيِ
دماءَ الغريب
ونقوشَ الرصاصِ
على أجسادِ منْ كانُوا
بياضَ الورقِ المُعدِ
للمصاحف، وللأناجيل
للروايةِ الأخيرة !
ولي إن أستطيعْ وصولاً
لجسديِ المحنّطِ
لكياني المرمِيِّ في الريح.
بعدَ أن عادَ
لا تُغلقِي الكرسيَ في وجهيِ،
فقصيدتِي أكبرُ من محيطِ الأرض،
والأرضُ أصغرُ من سرّيِ.
دوسِي عليكِ كي
أحبَ حذاءكِ أكثر
فالمنفى هناكَ والماءُ لا يُكسر
لم أعدْ غباراً لأقتسمَ المكان
لم أعدْ طفلاً غبياً
لم أعدْ كالحالمين على أجسادهم
لم أعدْ!
لم أعدْ!
سأمضي على جسدي
لتقتربَ السماءُ منّي،
أرى الله
يصنعُ من آياتِ غيمهِ
كحُلاً لعينيكِ
وأبصرهُ
يُقلِّبُ البحرَ باكيًا
لأنِّي منذُ الأمس نسيتُ
الصلاةَ إليكِ
وأمضي لا جسد
يدركنِي ولا الطريقُ
يرشدنِي
كموجةٍ هاربةٍ من الأخرى
إليكِ إن كنتِ شطاً إليك
وأمضي لا زوبعتي
تدورُ ولا كأسي يُسكرني
ولا غداً لي لأنجوَ من أمسي
حرامٌ عليكِ
فلستُ محمدياً ولستُ مسيحياً
ولن أعيشَ بأرضي.
سأمضي
عابراً, أو قتيلاً
ما همّني سواكِ أمّي.
حبيبتي ما مسحتِ البرد!.
كنتُ مرتجفاً
امسكتُ الأرضَ
فكانت اليابان* آخرَ مجزرتي
فامضي للبحرِ
إنِّي هناكَ غجريٌ
أبحثُ عن نعشِي.
من كتاب المسرح العاري عبيدة الابراهيم
عبيدة وكفي