برق الضاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

برق الضاددخول

منتدى ادبي شامل يعني بفروع الادب العربي


descriptionالمتحولون إلى الإسلام.. ما الذي يجذبهم إليه؟ Emptyالمتحولون إلى الإسلام.. ما الذي يجذبهم إليه؟

more_horiz

المتحولون إلى الإسلام.. ما الذي يجذبهم إليه؟


ترجمة: آية أحمد سالم الفقي


مترجم للألوكة من اللغة الألمانية


المصدر: dw-world


 

منذ الثمانينيات اعتنقَ حوالي 25.000 شخص تقريبًا الإسلامَ في ألمانيا، وبالطَّبع لا يكون ردُّ فعلِ عائلاتِهم على ذلك إيجابيًّا دائمًا، فما هي دوافعُهم لتغييرِ ديانتِهم؟ وما هو رأي المحيطين بهم في ذلك؟
 

في منتصف العشرين من العمرِ قرَّرَتْ "نيكول" أنْ تصبحَ مسلمة، وتقول "نيكول" الأمُّ لاثنين: "لقد نشأتُ بلا ديانةٍ وتمَّ تعميدي[1] في سنِّ الرَّابعة عشر؛ لأنَّني كنتُ أهتمُّ بالدِّين"، ولكنْ بمرورِ الوقت شعرتْ "نيكول" بأنَّها لم تعُدْ تستطيع الارتباطَ بالدِّيانةِ المسيحية، حيث تقول البالغةُ من العمرِ ثمانية وعشرين عامًا: "لقد كانت إجابةُ القساوسةِ دائمًا هي: "هذا ما هو عليه الأمر"، أمَّا في الإسلام فقد وجدتُ تفسيرًا لكلِّ الأمور، فلكلِّ شيء أجوبةٌ وقواعد".
 

قرأتْ "نيكول" العديدَ من الكتب عن الإسلامِ، وقد أبهرها ما قرأتْ؛ حيث تقول: "إنَّني أجدُ المفهومَ العام للإسلام منسجمًا وليستْ به أيةُ تناقضاتٍ"، أمَّا عن أبوَيْها فهما يحترمانِ قرارَها، "طالما لا يضطرانِ إلى رؤيتِها بالحجاب، فهذا ما لا يمكنُهما احتمالُه"، هذا ما قالته "نيكول" وعلَّلتْه بأنَّهما إذا رأَوْها بالحجاب سيستحضرانِ على الفور صورةَ المرأةِ المحجَّبةِ المولعة بأمورِ الطَّبخ والمنزل، تشعرُ "نيكول" بالرِّضى عمَّا تفعلُه، فهذه المسلمةُ الشَّابة ترى أنه: "إذا علم المرءُ لماذا يفعلُ الشيء، فسيكون باستطاعتِه الالتزام بقواعدِه".
 

مسلمة بعد عدة سنوات من الزَّواج:
لم تعتنق "توليا" - البالغةُ من العمرِ خمسةً وثلاثين عامًا - الإسلامَ إلا بعد سنواتٍ من زواجِها برجلٍ مسلم، تقول "توليا": "لم أكن أهتمُّ أبدًا بالدِّين، فقد نشأتُ نشأةً بعيدةً تمامًا عن العقيدةِ، أمَّا عن الإسلامِ فلم أُدْرِكْ ما هو أساسًا، إلا بعد أن تعرَّفْتُ على زوجي السُّوري الأصل، والذي بدأ شيئًا فشيئًا يهتمُّ بالإسلامِِ ويُمارسُ تعاليمه"، وعلى حدِّ قول "توليا" فهي تعرفُ الكثيرَ عن الإسلام من خلالِ تربيتِها، حيث وجدتْ نفسَها مرةً أخرى في العديد من القيم التي ينادي بها الإسلامُ؛ حيث تقول: "لقد علَّمني والديَّ منذ صغري هذه الأخوَّةَ والأمانة والاستقامة، والعملَ دائمًا على رؤية الخيرِ في الآخرين".
 

على الرَّغمِ من ذلك لم تستطع "توليا" في بادئ الأمرِ أنْ ترتبطَ بديانةِ زوجِها، وواجهتْ كذلك صعوباتٍ في فَهْم الإسلام، تقول "توليا": "في يومٍ من الأيام حكى لي زوجي عن المعجزاتِ العلمية في الإسلامِ، حينها انبهرتُ بالأمرِ حقًّا، فلم أكن لأستطيع تفسيرَ ذلك أبدًا، وفي تلك اللحظةِ قرَّرْتُ أن أصبحَ مسلمة"، اندهشتْ "توليا" - الأمُّ لثلاثة أبناء - من دقَّةِ القرآن في تفسيرِ عملية تطور الأجنَّة قبل 1400 عام دون مساعدةِ الوسائل الطبية الحديثة.
 

اعتناق الإسلام ليس فقط بسبب الحب:
"منير عزاوي" هو ناشطٌ إسلامي من "آخن" وقد صاحبَ في العشرةِ الأعوام الأخيرة نحو 300 حالة تحوَّلتْ إلى الإسلامِ، وطِبقًا لخبرتِه عن المتحوِّلين إلى الإسلامِ في ألمانيا فهو يعتقدُ أنَّ معظمَهم يفعلُ ذلك عن اقتناعٍ بالإسلام، ويرى "عزاوي" أنَّ للاتصالِ مع الآخرين في المدرسةِ أو الوظيفة أو المحيط الشَّخصي أثرًا كبيرًا؛ لأنَّ تلك الأمور تخلقُ فرصًا للتعرُّفِ على الإسلامِ، ويقولُ: إنَّه على الرَّغمِ من وجود من يتحوَّلون إلى الإسلامِ بسببِ حبِّهم لشخصٍ مسلم ورغبتهم في تقبل عائلتِه لهم، إلا أنَّ معظمَ الحالاتِ التي شهدها كانت تعتنِقُ الإسلامَ لاقتناعهم به.
 

أعداد غير محددة:
في الواقع إنَّ عددَ من يتحوَّلون إلى الإسلامِ غيرُ معروفٍ؛ حيث يقول "منير عزاوي": "من يعتنقُ الإسلامَ لا ينبغي عليه تسجيلُ ذلك في هيئةٍ معينة، بالإضافةِ إلى ذلك فإنَّك لا تجدُ في الإسلام تلك البنيةَ الكنائسية التي ترتبطُ فيها جميعُ المنظَّماتِ ببعضِها البعض".
 

وكذلك فإنَّ "سالم عبدالله" الذي يعملُ بمركز الأرشيف الإسلامي بمدينة "سويست" لا يستطيع أنْ يُحدِّدَ أرقامًا معينة، ولكنَّه يُقدِّر عددَ المتحوِّلين إلى الإسلامِ في ألمانيا بحوالي 25.000 شخص، لم يؤكد الخبيرُ الإسلامي "سالم عبدالله" الافتراضَ القائل بأنَّ النِّساءَ على وجه الخصوص يتحولْنَ إلى الإسلامِ حتَّى يستطعْنَ الزَّواجَ برجلٍ مسلم، حيث يُوضِّحُ ذلك الأمرَ بقولِه: "من واقعِ خبرتي فإنَّ النِّساءَ اللاتي تزوجْنَ برجلٍ مسلم منذ عشرة أو خمسة عشرة عامًا، يتَّجهْنَ إلى المساجدِ ويعتنقنَ الإسلامَ، لا لأنَّ أزواجَهنَّ يجبرْونهنَّ على ذلك، وإنَّما لاقتناعهنَّ بالإسلام، فأصولُ الدِّين الإسلامي تسمحُ لرجلٍ مسلم بالزَّواجِ من امرأةٍ غيرِ مسلمة".
 

النِّزاعات وفُرَص التواصُل مع المجتمع الألماني:
يقول "منير عزاوي" إنَّه من الممكنِ أن تقطعَ عائلةُ الشَّخصِ المتحوِّل إلى الإسلامِ صلتَها به، "فعندما يتحوَّل أحدُهم إلى الإسلام يكون غالبًا هو الشَّخص الوحيد من العائلةِ، وبالطَّبعِ تبدأ المشكلاتُ في الظُّهور، لذلك فإنَّ بعضَ المتحولين يخفون أمرَ إسلامِهم في البداية، ثُمَّ يبدؤون في إظهارِه خطوةً بخطوة"، على الرَّغم من ذلك يؤيِّدُ أئمَّةُ المساجدِ هؤلاءِ الأشخاصَ لتحسين عَلاقاتِهم بذويهم، فتكريم الأبوين واحترامهما قاعدةٌ أساسية في الإسلام، لا يعتبر "منير عزاوي" تغييرَ الدِّيانةِ مجردَ اعتناقٍ لديانةٍ أخرى، فهو يرى أنَّ للمسلمين الألمان على وجهِ الخصوصِ دورًا مهمًّا، فيقول: "من الممكن أنْ يمثِّلَ المتحولون إلى الإسلام جسرًا مهمًّا للتَّواصل بين الطائفةِ الإسلامية والمجتمع، فهم يتحدَّثونَ اللغةَ ويعرفون الثَّقافةَ الألمانية".



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى