هذه قصة صديق عاش هذه المعانات الى أن
دفناه غريبا..
الليل ،،
وحاملات المسك
وصخبُ الميناء
وبعض العابرين
وسجارة نصفها انقضى
وكأسا مملوءة بالحزنِ
والريحُ تلعب بالاوراق
.....جاءت من مدن المتبقين
جاءت لتحمل خاصرة العمر المتعب
وانا لازلتُ اترقبُ درب حبيبي
منطفأ وجهي برذاذ البحرِ
اشكو اليه تأخرها والمسافة
ارى موجاته تداعب اقدامي
كأنها تواسيني الفراق
وهناك على فنار الميناء
نورس يعرفني ،
على بعده عني اخذ بجناحيه يصفق
كأنه يسئل عنها، حارت عيوني لجوابه
اطرقتُ رأسي المتعب لآرى وجهي
في موجك يابحر...
مروا وضحكاتهم تملأ الميناء
شابكين الايدي فرحين بهواهم
وانا امسكُ كأسا بالهمِ صبرتها
لعلها نست الدرب؟
لعلها الليل اخافها
والعابرين السكارى
لعلها نائمة في غرفتها
وبي تحلم..
لعلها لعلها لعلها ؟
لعلِ أتيتُ على غير موعد
ولعلِ أتيت مبكرا
ولعلِ لم اكن على موعد معها
لكني اتيت الى الميناء
انا لم اتيك الا ، ولي معها موعد
كفاك اعذارا ياقلبي
والوقتُ يمضي
وانت لازلت تحبها
هي عنك رحلت
وكتبتك في لوائح النسيان
وانت على الذكرى تأتي
كأنها البارحة فارقتك
انت ادمنت الكوؤس والخمر
وتصافح يداك كأسا ملئتها بالصبرِ
ويأتيك على هفف الموج صوتها
وترى ضحكاتها بلون اجنحة النوارس
وتعانق عيناك صورا بين النجوم وزعتها
وبينما انت هكذا اذ تعتريك صحوة السكر
كأن شيا ما حدث؟؟
وصوتك الباطن بالحدس ينبأك
انها ستأتي؟؟؟؟
ترتب بنطالك والقميص
وترتب شعرك على كأسك المبهم بالهم
وعلقت بعض اتربة على سترتك الصوفية
تبللُ منديل لك بالخمر لتمسحها
وتتأخر ساعات الليل عليك ويشدت البرد
فالميناء لغير العاشقين بارد
تلمُ ركبتيك الى صدرك بوجعا
وعيناك كأنهما عصفورين يبحثان عن عش
تراقب الصيادين والميناء اطفئ الفوانيس
لم يبقى سوى حبات خمرا في كأسك
واخذت تترنم باغنيات قديمة
واخذت تدفئ قدميك من البردِ
فالرطوبة الى رأسك قد صعدة
والهذيان بات يدور عليك
وانت تنصت الى دقات ساعتك القديمة
وبعض الخربشات في ساحل البحر
واخذ الليل يمضي بساعاته المريرة
واوشك الرحيل...
صرخت في داخلك وألم يجتاح صدرك
وبات عمرك يا صاحبي بالميناء
يلفض انفاسه الاخيرة ..
وانت لازلت تكابر
وكل المساءات قد رحلت
ونوارس حلقت في الافق بعيدة
وسمعت ضجيج العابرين في الفجرِ
واصوات السفن القادمة .......
وضحكات النوتية تخترقُ صمتك المطبق
وانت تودعُ هواك والسنين على
ارصفة الميناء..
جاءوا اليك وانت قد تركت الميناء
ويداك اصبحتا كالون البحر
والشفتين تشققا من الوجدِ
وتركت على علبة الثقاب اسمها
كأنها وصيتك للعابرين
من مدونتي 2008
عقيل العراقي