برق الضاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

برق الضاددخول

منتدى ادبي شامل يعني بفروع الادب العربي


description التضمين  Empty التضمين

more_horiz
التضمين

 

       نوع من المجاز ، لأن اللفظ لم يوضع للحقيقة والمجاز معا ، والجمع بينهما مجاز خاص يعرف بالتضمين ، وهو على وجه الخصوص : أن يتضمن فعل معنى فعل آخر ، وبذلك قد ينتقل الفعل إلى أكثر من درجة ، فإن كان لازما يصبح بالتضمين متعديا ، وإن كان متعديا لمفعول به ، فإنه يتعدى بالتضمين لأكثر .

والأفعال المتضمنة معنى بعض كثيرة ، ومنها على سبيل المثال الآتي : ـ

أتمَّ : 143 ـ نحو قوله تعالى : { فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم }1 .

تعدى " أتم " بحرف الجر " إلى " لتضمنه معنى " فأدوا " .

أحب : 144 ـ نحو قوله تعالى : { فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي }2.

فـ " حب " مفعول به لأحببت ، لأنه تضمن معنى آثرت .

تخشى : 145 ـ نحو قوله تعالى : { وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه }3 .

الناس " مفعول به لتخشى ، لتضمنه معنى تستحي ، أي : وتستحي الناس والله أحق أن تستحييه .

سمع : 146 ـ نحو قوله تعالى : { وإن يقولوا تسمع لقولهم }4 .

فضمن تسمع معنى تصغي ، فتعدى لمفعوله باللام في قوله : لقولهم .

ومن الأفعال المتعدية لمفعولين عن طريق التضمين التالي :

وصَّى : نحو قوله تعالى : { ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا }5 .

قيل : ضمن " وصينا " معنى " ألزمنا " فتعدى لاثنين ، الثاني : إحسانا ، وقيل   مصدر {6} . زوَّج : 147 ـ نحو قوله تعالى : { وزوجناهم بحور عين }7 .

ـــــــــــــــــــــــ

1 ـ 4 التوبة . 2 ـ 32 ص

3 ـ 37 الأحزاب . 4 ـ 4 المنافقون .

5 ـ 15 الأحقاف . 6 ـ البحر المحيط ج8 ص60 .

7 ـ 54 الدخان .

 

زوج يتعدى بنفسه إلى المفعولين ، وتعدى في الآية إلى المفعول الثاني بـ " الباء " لتضمنه معنى قرناهم {1} .

 

رابعا ـ  تضمن بعض الأفعال معنى الظن

       هناك قول يتضمن معنى الظن ، ويشترط في هذا القول أن يكون الفعل مضارعا مسبوقا باستفهام ، وأن يكون للمخاطب ، وفي هذه الحالة يمكن لفعل القول أن يعمل عمل " ظن " ، فينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر .

نحو : أتقول محمدا مسافرا ، وأتقول أخاك ناجحا .

أما إذا اختل شرط من الشروط السابقة ، وجب رفع المفعولين باعتبارهما مبتدأ وخبر ، وهما في محل نصب مقول القول .

 

خامسا ـ هناك أفعال تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ غير التي ذكرنا ، ومن هذه الأفعال :

آتي ـ آجر ـ بخس ـ بلّغ ـ بوأ ـ اتبع ـ جرم ـ جزى ـ حذّر ـ أحضر ـ أحل ـ أخسر ـ خوّف ـ أرهق ـ أدخل ـ زوّج ـ زاد ـ سلب ـ سمّى ـ سام ـ أصلى ـ  أضل ـ أغشى ـ غشّى ـ قدّر ـ كتم ـ كلّف ـ لقّى ـ ملأ ـ منع ـ أنذر ـ أنسى ـ  أنكح ـ ذرّ ـ أورث ـ أورد ـ وصّى ـ وعد ـ واعد ـ وفّى ـ ولّى ـ اختار ـ صدّق ـ وغيرها كثير {2} .

ـــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ انظر الجمل ج4 ص210 .

2 ـ انظر دراسات لأسلوب القرآن الكريم القسم الثالث ج2 ص293 وما بعدها .

 

نماذج من الإعراب

 

143 ـ قال تعالى : { فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم } 4 التوبة .

فأتموا : الفاء حرف عطف ، وأتموا فعل أمر مبني على حذف النون ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة معطوفة على ما قبلها .

إليهم : جار ومجرور متعلقان بأتموا .

عهدهم : عهد مفعول به منصوب ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .

إلى مدتهم : جار ومجرور ، ومدة مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل جر بدل من إليه .

 

144 ـ قال تعالى : { فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي } 32 ص .

فقال : الفاء حرف عطف ، وقال فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقدير هو . إني : إن واسمها في محل نصب .

أحببت : فعل وفاعل ، وحب هنا متضمنة معنى آثر فيتعدى بعن ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن . وإن وما بعدها في محل نصب مقول القول .

وجملة قال وما بعدها معطوفة على ما قبلها .

حب الخير : حب مفعول به للفعل أحببت ، أو مفعول مطلق ، وقيل مفعول من أجله ، وحب مضاف ، والخير مضاف إليه .

عن ذكر : جار ومجرور متعلقا بأحببت ، وذكر مضاف .

ربي : مضاف إليه ، ورب مضاف ، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة .

وقد ذكر أحد المعربين القدامى أن " حب الخير " فيه أوجه كثيرة منها : 1  أنه مفعول أحببت ، لأنه بمعنى آثرت ، و " عن " على هذا بمعنى " على "

2 ـ أن حب مصدر على حذف الزوائد ، والناصب له أحببت .

3 ـ أنه مصدر تشتهي ، أي : حباً مثل حب الخير .

4 ـ أنه ضمن معنى أنبأت ، فلذلك تعدى بـ " عن " .

5 ـ أن حببت بمعنى لزمت .

6 ـ أن أحببت من أحب البعير إذا سقط وبرك من الإعياء ، والمعنى قعدت عن ذكر ربي ، فيكون حب الخير على هذا مفعولاً من أجله ، وعن ذكر ربي متعلقان   بأحببت ، والإضافة من إضافة المصدر إلى المفعول ، أي : عن أن أذكر ربي ، أو إلى   الفاعل ، والتقدير : عن أن يذكرني ربي .

 

145 ـ قال تعالى : { وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه } 37 الأحزاب .

وتخشى : الواو للحال أو عاطفة ، تخشى فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت . الناس : مفعول به منصوب بالفتحة .

وجملة تخشى في محل نصب حال ، أو معطوفة على ما قبلها .

والله : الواو حالية أو عاطفة ، وكونها حالية أحسن ، والله مبتدأ مرفوع بالضمة .

أحق : خبر مرفوع بالضمة ، والجملة الاسمية في محل نصب حال .

أن تخشاه : أن حرف مصدري ونصب ، وتخشى فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، وأن وما بعدها في تأويل مصدر مؤول في محل رفع بدل اشتمال من لفظ الجلالة ، ويجوز أن يكون المصدر المؤول منصوباً على نزع الخافض متعلق بأحق ، وقال أبو البقاء يجوز أن يكون المصدر المؤول في محل رفع مبتدأ ، وأحق خبره مقدم عليه ، والجملة من المبتدأ والخبر في محل رفع خبر لفظ الجلالة .

 

146 ـ قال تعالى : { وإن يقولوا تسمع لقولهم } 4 المنافقون .

وإن يقولوا : الواو حرف عطف ، وإن حرف شرط جازم لفعلين ، ويقولوا فعل

الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .

تسمع : فعل مضارع مجزوم جواب الشرط ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت . لقولهم : جار ومجرور متعلقان بتسمع ، وتسمع متضمن معنى تصغي ، وقول مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .

وجملة إن يقولوا معطوفة على ما قبلها .

قال تعالى : { ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا } 15 الأحقاف .

ووصينا : الواو حرف استئناف ، ووصينا فعل وفاعل .

الإنسان : مفعول به منصوب بالفتحة ، وجملة وصينا لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لبيان العبرة في اختلاف حال الإنسان مع أبويه .

بوالديه : جار ومجرور متعلقان بوصينا ، ووالد مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .

إحساناً : مفعول به أول منصوب بالفتحة على تضمين وصينا معنى ألزمنا ، ويجوز أن يكون إحساناً مفعول مطلق منصوب لفعل محذوف تقديره يحسن ، أي : وصيناه أن يحسن إليهما إحساناً ، وقيل أن إحساناً منصوب على أنه مفعول من أجله ، والتقدير : وصيناه بهما إحساناً منا إليهما .

 

147 ـ قال تعالى : { وزوجناهم بحور عين } 54 الدخان .

وزوجناهم : الواو حرف عطف ، وزوجناهم فعل وفاعل ومفعول به ، والجملة عطف على يلبسون .

بحور : جار ومجرور متعلقان بزوجناهم . عين : نعت مجرور لحور .

 

سادسا ـ المشبه بالمفعول به :

       يجوز في معمول الصفة المشبهة إذا كان معرفة الرفع لأنه فاعل .

نحو : محمد حسنٌ وجهُهُ .

فإن قصد به المبالغة حولنا الإسناد عن الفاعل إلى الضمير المستتر في الصفة   المشبهة ، والعائد إلى ما قبلها ، ونصبنا ما كان فاعلا تشبيها له بالمفعول به .

فنقول : محمد حسنٌ وجهَهُ ، أو : حسنٌ الوجهَ .

فـ " فوجهَهُ ، أو الوجهَ " مشبه بالمفعول به منصوب بالفتحة ، ولا يصح أن نعتبرها مفعولا به ، لأن الصفة المشبهة لازمة لا تتعدى لمعمولها ، ولا يصح نصبه على التمييز ، لأن الاسم معرفة بإضافته إلى الضمير ، أو بـ " أل " التعريف ، والتمييز لا يكون إلا نكرة .

سابعا ـ هناك علامتان يجب توفرهما في الفعل المتعدي إلى المفعول به ، أوأكثر ، هما :

1 ـ أن يصح اتصاله بضمير الغائب " الهاء " . نحو : كتبه ، أرسله ، كافأه .

إذ إن الفعل اللازم لا يصح اتصاله بذلك الضمير .

فلا نقول : ذهبته ، وجلسته .

2 ـ أن يصاغ منه اسم مفعول تام على وزن " مفعول " .

نحو : كتب ـ مكتوب ، أكل ـ مأكول ، ضرب ـ مضروب .

ولا يصح أن يصاغ من الفعل اللازم ، فلا نقول : مذهوب ، ومجلوس .

 

ثامنا ـ يجوز في أفعال القلوب " ظن " وأخواتها حذف أحد مفعوليها ، أو حذف المفعولين معا .

148 ـ فمثال الأول قوله تعالى : { اتخذوه وكانوا ظالمين }1 . أي اتخذوه إلها .

ـــــــــــــــ

1 ــ 148 الأعراف .

 

ومنه قول عنترة :

       ولقد نزلت فلا تظني غيره    مني بمنزلة المحب المكرم

فحذف أحد المفعولين ، والتقدير : فلا تظني غيره حاصلا .

      غير أن حذف أحد المفعولين عند أكثر النحويين ممتنع ، لأنه لا يجوز الاقتصار على المفعول الأول ، لأن الشك والعلم وقعا في المفعول الثاني ، وهما معا كالاسم الواحد ، ومضمونهما معا هو المفعول به في الحقيقة ، فلو حذفت أحدهما كأن حذفت بعض أجزاء الكلمة الواحدة إلا أن الحذف وارد مع القرينة .

ومثال الثاني : 149 ـ قوله تعالى : { أين شركائي الذين كنتم تزعمون }1 .

فالمفعولان محذوفان : أحدهما عائد للموصول ، أي : تزعمونهم شركاء .

وقدرهما ابن هشام في المغنى بقوله : تزعمون أنهم شركاء . أي من " أن "  ومعموليها ، لأن زعم في الغالب لا يقع على المفعولين صريحا ، بل على أن

وصلتها . 150 ـ ومنه قوله تعالى : { وإن هم لا يظنون }2 .

فحذف المفعولين ، وحذفهما جائز ، والتقدير : يظنون ما هو نافع لهم .

 

تاسعا ـ إذا كان المفعول به تابعا لجواب " أما " وجب تقديمه على عامل الفعل ـ " لا " الناهية ـ إذا انعدم الفاصل بين " ما " والجواب .

151 ـ نحو قوله تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر }3 .

وقوله تعالى : { وأما السائل فلا تنهر }4 .

فـ " اليتيم ، والسائل " كل منهما منصوب بالفعل بعده ، والفاء غير فاصلة بين الفعل ومعموله ، ولا مانعة {5 } .

ــــــــــــــــــ

 1 ـ 62 القصص . 2 ـ  178 البقرة .

3 ـ 9 الضحى . 4 ـ 10 الضحى .

5 ـ إملاء ما من به الرحمن ج2 ص155 .

 

نماذج من الإعراب

 

148 ـ قال تعالى : { اتخذوه وكانوا ظالمين } 148 الأعراف .

اتخذوه : اتخذ فعل ماض ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والهاء في محل نصب مفعول به أول ، والمفعول به الثاني محذوف تقديره : إلهاً .

والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب مسوقة لتكون جواباً عن سؤال نشأ من سياق الكلام ، أي : فكيف اتخذوه ؟ .

وكانوا : الواو حرف عطف ، وكان واسمها في محل رفع .

ظالمين : خبرها منصوب بالياء ، والجملة معطوفة على ما قبلها .

 

149 ـ قال تعالى : { أين شركائي اللذين كنتم تزعمون } 62 القصص .

أين : اسم استفهام في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .

شركائي : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم ، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة ، وجملة شركائي في محل نصب مقول قولٍ سابق . اللذين : اسم موصول في محل رفع صفة لشركائي .

كنتم : كان واسمها في محل رفع .

تزعمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع   فاعل ، ومفعولا تزعمون محذوفان تقديرهما : تزعمونهم شركائي .

والجملة الفعلية في محل نصب خبر كان .

وجملة كنتم تزعمون لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

 

150 ـ قال تعالى : { وإن هم إلا يظنون } 78 البقرة .

وإن : الواو للحال ، وإن نافية لا عمل لها . هم : ضمير في محل رفع مبتدأ .

إلا : أداة حصر لا عمل لها لتقدم النفي .

يظنون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ " هم " .

ومفعولا ظن محذوفان ، وحذفهما جائز ، والتقدير : يظنون ما هو نافع لهم .

وجملة إن وما بعدها في محل نصب حال .

 

151 ـ قال تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر } 10 الضحى .

فأما : الفاء هي الفصيحة ، وأما حرف شرط وتفصيل .

اليتيم : مفعول به مقدم لتقهر . فلا : الفاء رابطة لجواب الشرط ، ولا ناهية .

تقهر : فعل مضارع مجزوم بلا ، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت .

 

حالات عمل أفعال القلوب

 

     لأفعال القلوب من حيث العمل ثلاثة أحوال : ـ

أولا ـ الإعمال : ـ

بمعنى أنها تدخل على المبتدأ والخبر ، وتعمل فيهما النصب ، ويكونان مفعولين   للفعل ، وقد مثلنا له سابقا ، وعملها واجب إذا تقدمت على معموليها ، أما إذا توسطت فعملها جائز . نحو : زيدا ظننت مسافرا . 

أو إذا تأخر الفعل . نحو : زيدا مسافرا ظننت .

ففي هاتين الحالتين : يجوز إعمال الفعل ، ويجوز إهماله .

وفي حالة الإهمال يعرب الاسم الواقع قبل الفعل مبتدأ ، والجملة بعده في محل رفع خبر إذا كان الفعل متوسطا بين الاسمين ، وإذا كان الفعل متأخرا أعربا مبتدأ وخبرا .

ثانيا ـ الإلغاء :

وهو إبطال عمل أفعال القلوب بنوعيها في اللفظ ، وفي المحل معا إذا توسطت معمليها ، أو تأخرت عنهما .

نحو : محمد ظننت حاضر ، وعمرو حسبت متأخر .

ففي هذه الحالة يلغى عمل ظن وحسب ، وما دخل في بابهما من الأفعال ، ويشمل الإلغاء عدم العمل في لفظ الكلمة المعمول فيها ،وفي محلها أيضا .

فـ " محمد " مبتدأ ، وظننت جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب ، و " مسافر " خبر . وقس على ذلك .

ثالثا ـ التعليق :

وهو إبطال عمل تلك الأفعال في اللفظ دون المحل ، وذلك إذا تلا الفعل ما له الصدارة في الكلام كالآتي :

1 ـ لام الابتداء . نحو : علمت لخالد موجود .

فقد علق عمل الفعل عن لفظ المعمول ، ولكنه لم يعلق في المحل أو التقدير ،

فيكون " خالد " مرفوعا لفظا منصوبا محلا .

152 ـ ومنه قوله تعالى : { ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق }1 . ومنه قوله تعالى : { والله يعلم إنك لرسوله }2 .

وقد منع بعض النحاة التعليق في باب أعلم خاصة ، والصحيح جوازه ، واستشهدوا عليه 21 ـ بقول الشاعر : بلا نسبة

      حذار فقد نبئت إنك للذي     ستجزى بما تسعى فتسعد أو تشقى

فعلق الفعل " نبئت " عن العمل لاتصال خبر إن باللام ، ولولا اتصال اللام بخبرها لكانت همزتها مفتوحة بعد الفعل نبأ .

2 ـ لام جواب القسم . نحو : علمت ليحضرن أخوك .

والتقدير : علمت والله ليحضرن أخوك .

22 ـ ومنه قول لبيد : 

       ولقد علمت لتاتين منيتي     إن المنايا لا تطيش سهامها

فقد علق الفعل " علم " عن العمل في لفظ المعمول دون محله ، ولوعمل فيهما لكان التقدير : علمت منيتي آتية .

منيتي : مفعول به أول . والجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ثان .

3 ـ لا النافية . نحو : ظننت لا محمد قائم ولا أحمد

ونحو : علمت لا طالب في الفصل ولا مدرس .

4 ـ ما النافية . 153 ـ نحو قوله تعالى : { لقد علمت ما هؤلاء ينطقون }3 .

وقوله تعالى : { ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص }4 .

ــــــــــــــــــ

1 ـ 102 البقرة . 2 ـ 1 المنافقون . 

3 ـ 65 الأنبياء . 4 ـ 35 الشورى .

 

وقوله تعالى : { قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق }1 .

5 ـ إن النافية . نحو قوله تعالى : { وتظنون إن لبثتم إلا قليلا }2 .

6 ـ الاستفهام بالهمزة .

154 ـ كقوله تعالى : { وإن أدري أقريب أم بعيد ما تدعون }3 .

أو بأي . 155 ـ نحو قوله تعالى : { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }4 .

وقوله تعالى : { ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى }5 .

7 ـ الاستفهام بكم نحو قوله تعالى : ( ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن }6 .

8 ـ الاستفهام بأنَّى . 156 ـ نحو قوله تعالى : { ثم انظر أنى يأفكون }7 .

9 ـ الاستفهام بأيان . 157 ـ نحو قوله تعالى : { يسألون أيان يوم الدين }8 .

10 ـ الاستفهام بكيف . 158 ـ نحو قوله تعالى : { فستعلمون كيف نذير }9 .

وقوله تعالى : { ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل }10 .

11 ـ الاستفهام بما . 159 ـ نحو قوله تعالى : { وما أدراك ما الحاقة }11 .

وقوله تعالى : { وما أدراك ما ليلة القدر }12 .

12 ـ الاستفهام بمن .

160 ـ نحو قوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله }13 .

13 ـ الاستفهام بهل .

161 ـ نحو قوله تعالى : { فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ }14 .

ــــــــــــــــــــــ

1 ـ 79 هود . 2 ـ 52 الإسراء . 3 ـ 109 الأنبياء .

4 ـ 227 الشعراء . 5 ـ 71 طه . 6 ـ 6 الأنعام .

7 ـ 75 المائدة . 8 ـ 12 الذاريات . 9 ـ 17 الملك .

10 ـ 1 الفيل . 11 ـ 3 الحاقة . 12 ـ 2 القدر .

13 ـ 87 الزخرف . 14 ـ 15 الحج .

 

14 ـ الاستفهام بماذا . نحو قوله تعالى : { يسألونك ماذا أحل لهم }1 .

وقوله تعالى : ( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا }2 .

وما أضيف إلى اسم الاستفهام . نحو : علمت غلام أيهم أبوك .  

وقد علق فعل الظن بـ " لعل " .

162 ـ  نحو قوله تعالى : { وإن أدري لعله فتنه لكم }3 .

وقوله تعالى : { وما يدريك لعل الساعة قريب }4 .

      قال أبو حيان : ولم أعلم أحدا ذهب إلى أن " لعل " من أدوات التعليق ، وإن كان ذلك ظاهر فيها {5} .

موقع الجملة المعلقة من الإعراب : ـ

        ذكرنا أن التعليق يقع على لفظ المعمول دون محله ، لذلك فإن موقع الجملة المعلقة مع التعليق في تأويل المصدر مفعولا به للفعل المعلق {6} .

فإن كان الفعل مما يتعدى لمفعولين ، كانت الجملة المعلقة في موضع المفعول الأول والثاني ، وإن كان مما يتعدى لثلاثة كانت الجملة المعلقة في موضع الثاني والثالث . نحو : أعلمتك هل محمد في المدرسة .

وقد تسد الجملة المعلقة مسد المفعول الثاني فقط .

نحو : علمت خالدا أبو من هو .

أو مسد المفعول الثالث . نحو : أعلمتك عليا أبو من هو .

ولما كان التعليق لا يمنع من العمل في محل اللفظ ، جاز العطف بالنصب على المحل .

ـــــــــــــــــــ

1 ـ 4 المائدة . 2 ـ 4 المائدة .

3 ـ 111 الآنبياء . 4 ـ 17 الشورى .

5 ـ البحر المحيط ج6 ص345 .

6 ـ شرح الكافية ج2 ص260 .

 

23 ـ كقول كثير :

       وما كنت أدري قبل عزة ما البكا    ولا موجعات القلب حتى تولت

فقد عطف " موجعات " على موضع الجملة " ما البكا " ، فنصب موجعات ، وعلامة نصبها الكسرة لأنها جمع مؤنث سالم ، كما يجوز في " موجعات " الرفع عطفا على لفظ " البكا " .

 

نماذج من الإعراب

 

152 ـ قال تعالى : ( ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ) 102 البقرة .

ولقد  : الواو حرف استئناف ، واللام جواب قسم محذوف ، وقد حرف تحقيق .

علموا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب القسم .

وجملة ولقد علموا لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لبيان حالهم بعد تعلم السحر . لمن : اللام لام الابتداء وتفيد التوكيد ، ومن اسم موصول في محل رفع

مبتدأ . اشتراه : فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة من .

ما له : ما نافية لا عمل لها ، أو حجازية ، تعمل عمل ليس ، له جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم على الوجه الأول ، أو في محل نصب خبر ما على الوجه الثاني .

في الآخرة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال .

من خلاق : من حرف جر زائد ، وخلاق مبتدأ مؤخر ، أو اسم ما مرفوع محلا مجرور لفظا . وجملة ما وما بعدها في محل رفع خبر اسم الموصول .

وجملة لمن وما بعدها في حيز النصب سدت مسد مفعولي علموا المعلقة عن العمل. 

 

21 ـ قال الشاعر :

      حذار فقد نبئت أنك للذي        ستجزى بما تسعى فتسعد أو تشقى

حذار : اسم فعل أمر مبني على الكسر بمعنى احذر ، والبعض يبنيه على   السكون ، والأول أكثر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت .

فقد نبئت : الفاء حرف دال على التعليل ، وقد حرف تحقيق ، ونبئت فعل مبني للمجهول ونائب فاعل ، وهو في الأصل مفعول به أول لنبئ .

إنك : إن حرف توكيد ونصب ، والكاف في محل نصب اسمها .

للذي : اللام هي المزحلقة تفيد التوكيد ، والذي اسم موصول في محل رفع خبر إن 

ستجزى : السين حرف استقبال ، وتجزى فعل مضارع مبني للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

بما : الباء حرف جر ، وما اسم موصول في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بتجزى . تسعى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة ما .

فتسعد : الفاء حرف عطف ، وتسعد فعل مضارع معطوف على تجزى مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت .

أو تشقى : أو حرف عطف ، وتشقى عطف على تسعد .

الشاهد قوله : نبئت إنك للذي : حيث استخدم الشاعر الفعل نبأ ، وهو من أفعال القلوب ، وينصب ثلاثة مفاعيل ، غير أن الفعل تعدى إلى مفعول واحد فقط ، وهو نائب الفاعل المتصل بالفعل ، وعلق الفعل عن العمل في المعولين الثاني والثالث باللام المزحلقة الواقعة في جبر إن ، وتعليقه عن العمل فيهما يعنى إبطال عمل العامل في لفظهما مع كونه عاملا في محلهما ، لذا نقول إن " إن " ومعموليها في محل نصب بنبئ ، والدليل على تعليق عمل الفعل مجيء همزة " إن "  مكسورة ، ولو عمل الفعل لجاءت همزتها مفتوحة .

 

22 ـ قال الشاعر :

     ولقد علمت لتأتين منيتي          إن المنايا لا تطيش سهامها (1)

ــــــــــــ

1 ـ ويروى صدر البيت في المعلقات السبع للزوزني ، وشرح المعلقات العشر للشنقيطي :

" صادفن منها غِرّة فأصبنها " .

 

ولقد : الواو حرف عطف ، واللام موطئة للقسم ، وقد حرف تحقيق .

علمت : فعل وفاعل . لتأتين : اللام واقعة في جواب القسم ، وتأتين فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، والنون حرف مبني لا محل له من الإعراب . منيتي : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم ، وهو مضاف والياء في محل جر مضاف إليه .

والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب جواب القسم .

إن المنايا : إن حرف توكيد ونصب ، والمنايا اسمها منصوب الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .

لا تطيش : لا نافية لا عمل لها ، وتطيش فعل مضارع مرفوع بالضمة .

سهامها : فاعل مرفوع ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن .

الشاهد قوله : علمت لتأنين منيتي ، حيث وقع الفعل الذي ينصب في الأصل مفعولين اصلهما المبتدأ والخبر وهو " علمت " قبل لا جواب القسم ، لذلك علق عن العمل في لفظ الجملة ، ولولا هذه اللام لنصب الفعل المفعولين ، وعليه كان يقول : ولقد علمت منيتي آتية . بنصب منية نصبا تقديريا على أنه المفعول  الأول ، ونصب آتية نصبا ظاهرا على أنه المفعول الثاني ، ولكن وجود اللام منع النصب في اللفظ  ، وجعله موجودا في المحل ، والليل على وجوده في المحل أنك

لو عطفت على محل جملة  " لتأتين منيتي " لعطفت بالنصب . 

 

153 ـ قال تعالى : ( لقد علمت ما هؤلاء ينطقون ) 65 الأنبياء .

لقد علمت : اللام جواب للقسم المحذوف ، وقد حرف تحقيق ، وعلمت فعل  وفاعل . والجملة في محل نصب مقول قول محذوف في موضع الحال .

ما هؤلاء : ما حجازية نافي تعمل عمل ليس ، وهؤلاء في محل رفع اسمها .

ينطقون : فعل مضارع وفاعله ، والجملة في محل نصب خبر ما .

وجملة ما هؤلاء ينطقون في موضع المفعولين لعلمت .

قال تعالى : ( وتظنون إن لبثتم إلا قليلا ) 52 الإسراء .

وتظنون : الواو للحال ، وتظنون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والجملة في محل نصب حال .

إن لبثتم : إن نافية لا عمل لها ن ولبثتم فعل وفاعل .

إلا قليلاً : إلا أداة حصر لا عمل لها ، وقليلاً ظرف زمان متعلق بلبثتم ، وهو صفة لزمان محذوف ، ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف ، والتقدير : لبثاً قليلاً .

 

154 ـ قال تعالى : { وإن أدري أ قريب أم بعيد ما تعودون } 109 الأنبياء .

وإن أدري : الواو للحال ، وإن نافية لا عمل لها ، وأدري فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا .

أ قريب : الهمزة للاستفهام ، وقريب خبر مقدم مرفوع .

أم بعيد : أم حرف عطف ، وبعيد عطف عليه مرفوع .

ما توعدون : ما اسم موصول في محل رفع مبتدأ مؤخر ، وتوعدون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، وجملة توعدون لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، وأجاز العكبري أن يرتفع ما توعدون على أنه فاعل لقريب سد مسد خبره ، وقريب مبتدأ ، قال لاعتماده على الهمزة ، أو فاعلاً لبعيد لأنه أقرب إليه ، فتكون المسألة من باب التنازع .

وجملة أ قريب أم بعيد ما توعدون في محل نصب مفعول أدري المعلقة عن   العمل . وجملة إن أدري وما بعدها في محل نصب حال .

 

155 . قال تعالى : { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون } 227 الشعراء .

وسيعلم : الواو حرف استئناف ، والسين للاستقبال ، ويعلم فعل مضارع مرفوع بالضمة . الذين : اسم موصول في محل رفع فاعل .

وجملة سيعلم لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

ظلموا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

أي منقلب : أي منصوبة على المفعولية المطلقة ، لأنها تعرب حسب ما تضاف  إليه ، وقد علقت بعلم عن العمل ، والعامل فيها ينقلبون وليس يعلم ، لأن أسماء الاستفهام لا يعمل فيها ما قبلها ، وأي مضاف ، ومنقلب مضاف إليه .

ينقلبون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .

وقد ذكر النحاس أن الاستفهام معنى وما قبله معنى آخر ، فلو عمل فيه لدخل بعض المعاني في بعض .( 1 )

 

156 . قال تعالى : { ثم انظر أنى يؤفكون } 75 المائدة .

ثم : حرف عطف يفيد الترتيب والتراخي .

انظر : فعل أمر مبني على السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت .

أنى : اسم استفهام بمعنى كيف في محل نصب على الحال .

يؤفكون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .

وجملة انظر معطوفة على جملة انظر الأولى لا محل لها من الإعراب ، لأن الجملة المعطوف عليها مستأنفة ، والجملة الاستفهامية في محل نصب مفعول 

انظر ، وقد علقت انظر عن العمل لفظاً فيما بعدها .

157 ـ قال تعالى : { يسألونك أيان يوم الدين } 12 الذاريات .

يسألونك : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ،

ــــــــــــــ

1  إعراب القرآن للنحاس ج3 ص 196 .

 

والكاف في محل نصب مفعول به أول .

أيان : اسم استفهام في محل نصب ظرف زمان متعلق بمحذوف خبر مقدم .

يوم الدين : يوم مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف ، والدين مضاف إليه ، وجملة أيان في

محل نصب مفعول ثان ليسألون .

 

158 ـ قال تعالى : { فستعلمون كيف نذير } 17 الملك .

فستعلمون : الفاء هي الفصيحة ، والسين حرف استقبال ، وتعلمون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .

كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم .

نذير : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة رسماً من الكلمة ، والجملة المعلقة في محل نصب مفعول تعلمون .

 

159 ـ قال تعالى : { وما أدراك ما الحاقة } 3 الحاقة .

وما : الواو حرف عطف ، وما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ .

أدراك : فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ، والكاف في محل نصب مفعول به ، وجملة أدراك خبر ما .

ما : اسم استفهام في محل رفع مبتدأ . الحاقة : خبر مرفوع بالضمة .

والجملة في محل نصب مفعولي أدراك الثاني والثالث ، لأن أدري ينصب ثلاثة مفاعيل ومعناه

أعلم ، وقد علقت أدراك عن العمل بالاستفهام .

 

160 ـ قال تعالى : { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله } 87 الزخرف .

ولئن : الواو حرف عطف ، واللام موطئة للقسم ، وإن شرطية جازمة لفعلين .

سألتهم : فعل وفاعل ومفعول به ، والجملة في محل جزم فعل الشرط .

من خلقهم : من اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ، وخلق فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والجملة في محل رفع خبر من ، وجملة الاستفهام المعلقة في محل نصب مفعول به ثان لسألتهم .

ليقولن : اللام جواب القسم ، وجواب الشرط محذوف على القاعدة ، ويقولن فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال ، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين في محل رفع فاعل ، والنون نون التوكيد الثقيلة .

الله : فاعل مرفوع بالضمة لفعل محذوف دل عليه موصول الاستفهام ، والتقدير : خلقنا الله ، والدليل على أن المرفوع فاعل فعله محذوف لا مبتدأ ، أنه جاء عند عدم الحذف ، كقوله تعالى الآنف الذكر : { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز الحكيم } .

       على أن هذه الحجة قد تعارض بالمثل فيقال : والدليل على أنه مبتدأ أنه قد جاء كذلك كقوله تعالى : { قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر ـ إلى قوله ـ قل الله ينجيكم منها } . وعليه قال ابن هشام : " يقول بعضهم في : ( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) أن اسم الله سبحانه وتعالى مبتدأ أو فاعل ، والتقدير : أي الله خلقهم ، أو خلقهم الله ، والصواب الحمل على الثاني بدليل قوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز الحكيم } ، " والمسألة خلافية " .

 

161 ـ قال تعالى : { فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ } 15 الحج .

فلينظر : الفاء حرف عطف ، واللام لام الأمر ، وينظر فعل أمر مجزوم باللام ،

وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .

هل : حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

يذهبن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة .

كيده : فاعل مرفوع بالضمة ، والهاء في محل جر بالإضافة .

ما : اسم موصول في محل نصب مفعول به .

يغيظ : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وجملة يغيظ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

وجملة هل يذهبن في محل نصب بينظر ، وجملة ينظر معطوفة على ما قبلها .

description التضمين  Emptyرد: التضمين

more_horiz
قال تعالى : { يسألونك ماذا أحل لهم } 4 المائدة .

يسألونك : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والكاف في محل نصب مفعول به ، والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة للإجابة عن سؤالهم : ماذا أحل لهم ؟ .

ماذا : اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ، وجملة أحل في محل رفع خبر ، أو ما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ، وذا اسم موصول في محل رفع خبر ، وجملة أحل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

أحل : فعل ماض مبني للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .

لهم : جار ومجرور متعلقان بأحل .

وجملة ماذا أحل في موضع المفعول الثاني ليسألونك ، لأن القاعدة تقول : إن فعل السؤال يعلق عن العمل وإن لم يكن من أفعال القلوب ، لأنه سبب العلم فكما يعلق العلم فكذلك يعلق سببه .

 

162 ـ قال تعالى : { وإن أدري لعله فتنة لكم } 111 الأنبياء .

وإن : الواو حرف عطف ، وإن نافية لا عمل لها .

أدري : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة ، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا . لعله : لعل حرف ترجي ونصب ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها .

فتنة : خبر لعل مرفوع بالضمة . لكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لفتنة . وجملة لعله فتنة في محل نصب بأدري .

والكوفيون يجرون الترجي مجرى الاستفهام للتعليق عن العمل ، وهو الشاهد في الآية وفي آيات أخرى كثيرة ، كقوله تعالى : { وما يدريك لعل الساعة قريبة } ، وقوله تعالى : { وما يديك لعله يزكى } . وجملة إن أدري معطوفة على ما قبلها .

 

23 ـ قال الشاعر :

   ما كنت أدري قبل عزة ما البكى        ولا موجعات القلب حتى تولتِ

وما كنت : الواو حسب ما قبلها ، وما نافية لا عمل لها ، وكنت كان واسمها .

أدري : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا .

والجملة في محل نصب خبر كان .

قبل عزة : قبل ظرف زمان منصوب بالفتحة على الظرفية الزمانية متعلق   بأدري ، وهو مضاف ، وعزة مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة ، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث .

ما البكى : ما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ، والبكى خبر مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر . والجملة الاسمية في محل نصب بأدري سدت مسد مفعوليها .

ولا موجعات : الواو حرف عطف ، ولا زائدة لتأكيد النفي ، وموجعات معطوف على محل ما البكى منصوب مثله لأن محل البكى النصب .

وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة ، لأنه جمع مؤنث سالم ، وموجعات مضاف ، والقلب مضاف إليه .

حتى تولت : حتى حرف جر وغاية ، وتولت فعل ماض ، والتاء للتأنيث ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هي يعود على عزة . وأن المحذوفة بعد حتى منسبكة مع الفعل بعدها في تأويل مصدر مجرور بحتى ، وشبه الجملة متعلق بالنفي الذي دل  عليه " ما " في قوله ما كنت أدري .

الشاهد قوله : ما كنت أدري ما البكى ، ولا موجعات . حيث إن الفعل " ادري " ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، وجملة ما البكى مكونة من المبتدأ   والخبر ، وكان على الفعل أن يعمل في لفظهما النصب ، ولكن المبتدأ اسم   استفهام ، واسم الاستفهام لا يجوز أن يعمل فيه ما قبله لأن رتبته التصدير ، لهذا السبب امتنع عمل الفعل في لفظ المبتدأ والخبر ، وعمل في محلهما النصب ، وقد بينا ذلك في إعرابات سابقة فتدبرها . والدليل على أن الفعل عمل في محل المبتدأ والخبر النصب أنه لما عطف عليهما قوله " موجعات " جاء به منصوبا .

 




privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى