2- ألخطوط الوهمية فى المسألة البروتوكلية ! !

***

«إننى آمل فى الزلالزل المقبلة

الا أسمح للمرارة بأن تطفئ وهج

سيجارى !»

- بريخت -

.................

ثمة نكتة ..

ليست آخر نكتة ..

لن تلقى آخر نكتة ..

من يحكيها !

فلسوف تكون نهاية هذا العالم ..

كى يبدأ آخر ..

فيعيد الأسفار جميعا ..

من سفر «التكوين » .. «التشكيل» .. «التلوين» ..

الدائر فوق الغمر الطوفانى ..

حتى آخر إصحاح فى العهدين ..

لكن سيكون هناك «الله» ..

بأمر للماء بأن ينحسر عن اليابسة ..

المجتاحة بالطوفان ..

بأمر للنور «يكن » فيكون الإنسان ..

ليعاين مجد الله «الكلمة» ..

ليعانق فى الصلوات « الكلمة» ..

ليغنى لاسم الله «الكلمة » ..

وهنا يعرف نفسه ..

ألله - الكلمة

والكلمة - عقل

والعقل الفعل .. الخلق .. الحرية ..

ألعقل ألوهية ..

أحكى عن ركاب قطار ..

بينهمو من ينزع قشرة موز ..

يغمس فى الملح الموز ويلقيه بعيدا ..

سألوه : لماذا تفعل ماتفعل ؟!

قال بكل بساطة :

«لست أحب الموز المغموس بملح ..

إنى حرفى أن أغمس ماشئت بما شئت » !

غر يلعب بالحرية ..

غر يعبث بين الركاب بمجد الله ..

مجد الإنسان .. الكلمة ..

ولهذا فسد الموز «وفسد الملح» !

ألعبث اليوم هو المعقول ..

والمعقول اللامعقول ..

والحرية حق فى العبث بمجد الحرية ..

واختر للعبث سبيلك ..

أو أسلوبك ..

وارفض أن تختار الرفض !

اغضب .. وتمرد فى اللاشئ على اللاشئ ..

واعتزل العالم واحذر أن تنتمى إلى الأشياء ..

ومن الأشياء الناس..الأرض..العرض..التاريخ..

والكلمة نور يتفجر من قلب الظلمة ..

بالأمر .. الفعل .. القانون ..

كن فيكون ..

لكن فسد الملح ..

أحكى عن ركاب قطار ..

يندفع بقوة مليون حصان ..

وبسرعة ريح مجنونة ..

نحو الهاوية بقاع الغمر ..

بينهمو العبت يمارس ذاته ..

فى حرية ..

كممارسة العادات السرية ..

لكن باسم المنهج .. والنظرية ..

والعملية ..

ما أوسع أبواب «الإزمية» ..

«كلمت باللحن أهل اللحن أو نسهم

لأن عبى عند الناس إعرابى»!

ثمة نكتة ..

أخرى .. قد يحكيها بعدى ..

فلاح من قريتى فصيح ..

ويل للديك المرصود ..

يوم يصيح ..

فالغربان على أعجاز النخل ..

والحدآت تناورها من فوق السحب ..

تحرث بالأظفار الحقل ..

ترمق سطحا .. جرنا .. تل ..

والنداهة تغمز بالعينين ..

للأم الغولة ..

وتنادى من صحن الدار «الطفل» ..

ثمة نكتة ..

تحكى فى بلدى عن كاهن ..

يحفظ عن ظهر القلب ..

كل نصوص الناموس ..

ويتيه على الصم البكم العميان ..

- كاهننا يعرف كل الأشياء ..

- ويحيط بكل الأشياء ..

علما .. ولديه الحيثيات ..

- ولذلك لا يسأل عن شئ ..

وخصوصا عن غير المفهوم من الأشياء ..

- فإذا قال فيكفى أن الكاهن يعلم ..

- وإذا علم الكاهن ليس ضروريا أن نعلم ..

قال الكاهن فى مجلس علم ..

وبكل برود الوائق من علمه ..

- كان اللون الاحمر ..

لون الذئب الآكل يوسف !.

- يا مولانا إن الذئب ..

برئ .. لم يأكل يوسف ..

وينص كتاب الله !

قال الكاهن ببرود «الكوهين » ..

- ليكن هذا لون الذئب ..

بريئا .. لم يأكل يوسف !.

رضى الصم البكم العميان ..

حمدوا الله على علم الكاهن ..

بشروح متون الالوان ..

حتى فيما ليس بوارد ..

فى توراة .. أو إنجيل .. أو قرآن ..

«إستنبط العرب لفظا وانبرى نبط

يخاطبونك من أفواه أعراب »!

أنت فهمت اللعبة ..

فالعب إن اللعبة غش ..

فكر منذ الآن بأكل العيش ..

كل الناس «قريش » ..

وإذا كان لموت طريق القديسين ..

كن «أمويا» .. كن مابونا .. لكن عش ..

إذ لافرق بجوف القبر ..

بين عظام الليث وبين عظام الكلب ..

كن انسانا .. لكن ذئب ..

كن فى الصف الذيل لآخر ذيل ..

حين يكون السيف برأس الصف ..

كن فى الصف الرأس ..

حين يكون العسكس ..

«يا أبو الريش ..

إن شالله تعيش »!

لكن ثمة غلطة ..

فالرابح فى اللعبة خاسر ..

والخاسر فيها الرابح ..

لا تنخدعوا بالبغل الرامح ..

ليس البغل حصان ..

لكن ما ذنب العميان ..

لو ظنوا ذيل الفيل ..

بدجنتهم تعبان !

ماذنبى فيكم .. ما ذنبى ..

أأظل كما الكلب الاجرب ..

مطرودا من كل رصيف ..

أم صمت فيكم أم أكذب ..

والصمت كما القول نزيف ؟!

مكتوب فى «العهد الأول» ..

عهد الكلمات اللامقلوبة ..

«الموت مصير المهر الجامح ..

بين البهم المركوبة »!

* - أنت أفندى - ما بالبدلة يحيا الانسان - ما بالجبة يصبح فينا السلطان - قردا .. والقرد السلطان - وعليها قس -

- ماذا فى الفترينات ؟ - أوكازيون - تشكيلة خصيان الموسم! - وبأسعار تتحدى أى ضمير - ومذاهب فوق البيعة فوق الشروه - مهداة من بنزايون - إبن صهيون - فى اكياس النايلون ! - ها أنت الآن افندى بالمقلوب - ظاهر بدلتك بطانة - باطن بدلتك خيانة - فادخل فى أية خانة - م

فصيارفة اليوم صيارفة الأمس- والهيكل بورصة! (1)

(1 - كتبت أفقيا لضيق النطاق !)

....................

يا آنستى القادمة إلى مقهى «ريش» ..

بحثا عن خيّال ..

خيّالك ليس هنا ..

خيّالك فى كل مكان ..

لكن لا يعبر بالمقهى .. محض عبور ..

أوقد يعبر شبحا .. طيفا من نور ..

خيّالك مات ..

يا آنستى .. أو سيموت !

يا آنستى ،، إن القوم عطس للجنس ،،

آخر ما بقى لديهم ،،

من أنواع الاحباطات ،،

سئم القوم بهاء العذرية

فستقوم بكارتهم ،،

يوم اضطجعوا بسرير الشيطان ،،

يوم احتضنوا فى الليل الثعبان ،،

باع القوم الكلمة ،،

خرجوا للسوق جوار وغوان ،،

لا تنقصهم إلا مركبة النفطى ،،

نخطفهم من قلب الشارع خطف بغى ،،

من وسط زحام ،،

والناس ،، كأن الناس نيام ،،

أو شيئا فيهم قد مات ،،

أو ماتت كل الاحلام ،،

أو لا يجرى بعروقهم الندم ،،

لكن يجرى النفط ،،

ألناس ركام فوق ركام ،،

والكل يقول كلاما ،، أى كلام ،،

وخصوصا فى طاحونة «ريش» ،،

* يا أنستى سكر القوم - فطفا العهر على وجه البيرة -

«ما انتاش خيالى ياوله - ما انتاش خيّالى لا والنبى»!-

صوت يصرخ - خيّالك ليس هنا - يا آنستى لست اريد صغار القوم - من غلمان الكاهن والكوهين - مخدوعين ومحترفين ،، - إنى أتبع ذيل الحية - حتى الجحر - والجحر ملئ بالحيات - والمخدوعون صغار - فى تيه يمين ويسار - وأنا فى تيه التيه - آلاف الأميال مشيت - مشوارا بعد المش

قالوا فيها ما يتمناه الأعداء ،،

ألعاهرة ،، الجاربة ،، الفاتحة الفخذين ،، القوادة ،،

ماأحفل قاموس الخصيان ..

بالكلمات الداعرة الموزونة ،،

المستوفية لكل شروط الساكن والمتحرك ،،

والقافية العاذرة المعذورة ..

- قلت كما قالوا فيها ،،

- كى أخفيها منهم فى القلب ،،

عبت سفينتى كى لا تؤخذ غصب ،،

عبت غزالى حتى لا يأكله الذئب ،،

«أعيب التى أهوى وأطرى جواريا

يُرَبْنَ لها فضلا عليهن بينا

برغمى أطبل العَّد عنها إذا بدت

أحاذر آذانا عليها واعينا »

- فعلوا نفس الشئ

- لا .. آنستى ..

حين تكون الرؤية جنسية ..

ولأن القوم عطاش للجنس ..

وعلى الاطلال يدور الرقص ..

ومع الطوفان تدور الكاس ..

والانياب المسمومة لا ترحم حيا أو ميت

فالشعر الذئب ..

لا صوت للشعب ..

فليكن ( الرفض ) ..

هذى تسمية معقولة ..

«ياآنستى ماذا يعنى الرفض - فى قاموس الكهنة والغلمان

- ماذا ترفض أو نختار ؟ .. - إن العار يظل العار - مابين يمين ويسار - أم أنّا سوف نعود لسارتر ؟ .. - بالمعكوس - أرفض .. أرفض .. لا تختر .. إختر .. إختر .. هايل هتلر ! - كيف يكون الرفض - محض الرفض - غير قناع لقبول المرفوض - مادام هو الحل الأوحد - الممكن فى

نفس اللعبة ..

لكنهمو من داخل كل الازباء الشعبية ..

أبناء الأرناؤوط .. الأتراك .. الشركس ..

الأشكيناز .. السوفارديم .. الأرمن ..

ألمرتزقة ..

ألصدوقيين .. الفريسيين ..

وهجين من ظهر هجين من ظهر هجين ..

وابن الشعب فصيل مفصول منفى ..

مفطوم قبل الميلاد وبعد الميلاد ..

يا آنستى الطاهرة الذيل ..

ماكان لنا نحن الشعراء ..

أن نخشى إرهاب الكهان بأيه برده ..

وبأية شمله ..

إن لم نسقط نحن فداء ..

الأرض العرض الفكر التاريخ ..

إن لم نرفع بعد الشهداء ..

الراية .. ماجدوانا نحن الشعراء ..

ان لم نتحد الموت ونبحث عنه ..

ونبصق فى وجهه ..

دمنا .. ماذا يبقى إلا أن نحيا ..

كالخصيان على المقهى المويوء ..

كالكهان بأوكار الثورية والعلم ..

ونبيع صكوك الغفران المنهج ..

بدكاكين الصحف اليومية والأسبوعية ..

والشهرية .. والدورية ..

أطنانا مثل القطن بميزان القيان .. ؟

«ولقد ساءنى وساء سوائى

قربهم من منابر وكراسى

فاذكروا مصرع الحسين وزيد

وقتيلا بجانب المهراس

والقتيل الذى بحران أضحى

رهن رمس وغربة وتناسى »

................

ثمة نكتة ..

أيضا عن أحد الكهان ..

شعبى بكره صنف الكهنة ..

من أزمان ..

فى أى رداء .. أى قناع ..

ولهذا يضحك منهم ..

فهمو محض مسوخ ..

قال الكاهن للغلمان ..

بعد تأمل :

- «ألشخبول» على الحائط ..

- لا تسأل مولانا عن شئ ..

- ألمولى لايسأل عن معنى الأشياء ..

- ألمولى يأمر «كن» فتكون الأشياء كما شاء..

- وإذا غضب تزول الأشياء ..

تفقد كينونتها ..

ماهيتها ..

جوهرها .. فتصير الأشياء هبولى ..

فوضى .. مثل الحال ..

قبل التكوين ..

- مولانا يغضب لوسأل الغلمان ..

عن معنى شئ ما ..

يسعد حين يكون الغلمان ..

من صنف «أبى العريف » ..

- عار أن يعرف أن الغلمان ..

جهلاء من قبل الريف ..

عار أن يعرف أنهمو جاءوا ..

للبندر يلتمسون النور ..

ألهدى .. دليل العقل على كل رصيف ..

من أجل رغيف ..

لكن من أجل عيون «الكلمة» ..

ألكلمة ..

ألنازحة المنفيه ..

بتراحيل الأعصر والأزمنة المنسية ..

وهنا فى قلب مدينتنا ..

يتعلم كل غلام ..

ما معنى صمت الأفواه .. الأقلام ..

مامعنى أى كلام يخلو من أى كلام ..

مامعنى أن تخرس فى القلب «لماذا ؟» ..

أو «كيف ؟» و «أين ؟» و «لم لا ؟» ..

وجميع علامات الاستفهام ..

لا تبقى إلا الـ «مش معقول »..

أللامعقول ..

لاتبقى غير علامات تعجب ..

ورويداً يغدو العجب ذهول ..

ورويداً تنصب خيمات الصمت على المعقول ..

الصمت .. الصمت ..

ويحل على الغلمان ظلام الموت ..

والواحد بعد الأخر .. يسكت صوت ..

بعد الصوت ..

ومسوخاً كالكهان يصير الغلمان ..

يتلقفهم مقهى .. كى بيصقهم مقهى ..

وإذا الفلاحون الفصحاء ذيول ..

وإذا الكلمة ..

فى الأسواق بضاعة ..

قبل الفتح مباعة ..

سقطت «ماذا» .. «كيف» ...

سقطت كل علامات الاستفهام ..

سقط العقل ..

فمدى الصبيان ظلام بعد ظلام ..

حتى الأذقان انغمروا فى الغمر ..

ضاعوا بين الكاهن والشهبندر والسمسار ..

يونس فى أحشاء الحوت ..

يا أحشاء كالتابوت ..

يونس حى ليس يموت ..

ذبح الديك ..

أو أصبح محض دجاجة ..

تتقلب فوق الجمر ..

بدكاكين «العليه » ..

أصبح بين الخصيان ..

ولهذا سأل المخصى الكاهن ..

- مولانا مامعنى الحائط ؟ ..

لم يسأل مامعنى «الشخبول » ..

لو أن النور الظلمه ..

فالظلمة كيف تكون ؟ ..

«ولاتقبلوا من كاذب متسوق

نحيل فى نصر المذاهب واحتجا»

لكن ماذنب القطط «الفطسة» ..

إن كبرت من غير عيون ..

أو ضاعت فى تيه البندر ؟!

- يابندر ياسرداب الكاهن والكوهين - واللوطيين مجازاً وحقيقة - ولكل فى فحشاء الفكر طريقة - يابندر يا أبنية شروح ومتون - يامحفل عهر الماسون - ياسجناًَ .. يا مستشفى للأمراض العقلية - لعلاج المرضى العشاق لليلى الكلمة ..- لغسيل المخ من الفكر الولهان - بالله الك

* * *

لو أن ابن الخطاب التفت وراءه ..

لاهتز المسجد رعباً .. سقط الخنجر ..

من سروال القاتل فى أرض المسجد ..

لكن ابن الخطاب يصلى ..

ويؤم صلاة .. ويكبر ..

ويقول «الكلمة» ..

والوجه الى المحراب ..

والقلب .. العين .. هنالك فى ملكوت الله ..

والكهان القتلة خلفه ..

والصف وراء الصف كما لو ..

أنهمو حقاً جاءوا لصلاة ..

جاءوا فى الأقنعة كما جاء الخنجر ..

بجراب القاتل لؤلؤة وبالسروال ..

جاءوا فى الموعد مع سبق الرصد .. مع الإصرار ..

كان الإجماع على الطعنات المسمومة ..

فى جه الظهر ! ..

* أمثال ابن الخطاب لهم أعين - ووجوه حتى فى الظهر .. - أمثال ابن الخطاب يرون الكون - فى غمضة عين حتى لو كانوا عميانا - أمثال ابن الخطاب يرون الله الكلمة - الإنسان الحكمة فيرون الكل .. - ولهذا كان ابن الخطاب يرى - من تحت السروال الخنجر - ويرى القتلة - من آ

«أليلى وكل أصبح ابن ملوح

ولبنى ومافينا سوى ابن ذريح

وفى كل حين يونس القوم أية

بشخص قتيل أو بشخص جريح ؟ »

..................

طفت عليكم أصرخ

«اللاؤوكون » الشعر الشعراء بحذر ..

فى العرس الدامى والليل حراب وعيون ..

ألليل الغيبوبة والخنجر ..

ألليل المنحوس المجنون ..

ألمفتون بقتل الخيل أصيله ..

لاقتل الحمرهجينة،،

«اللاؤوكون » الشعر الشعراء بحذر ،،

الشعراء المطرودون ،،

ألمسجونون بقفص الصمت المامون ،،

والمتبوعون ،،

فى كل العالم منذ قرون وقرون ،،

بالماسون ،،

يتقصى فى الليل الغاوون ،،

خطواتهم ،، بصماتهمو ،، فيهيمون ،،

«اللاؤوكون » بحذر ،،

لم تسقط أبدا طرواده ..

بحصان محشو الجوف جنودا ،،

بالليل المأخوذ على غره ،،

بالحرية أو بالسيف ،،

لم تسقط فى لحظة ضعف أو جبن أو خوف ،،

لم تسقط إلا لما سقط «اللاؤوكون» ،،

ألشعر ،، الشعراء ،، الكلمة ،،

والتف العمل على الأعمى والطفلين ،،

وعلى المخمورة طروادة ..

طفت عليكم لأحذركم ..

أن يحدث للابله منكم حسن النيه ..

ماحدث لغيرى ولغيرى ..

هانحن نموت فرادى .. تحت العجلات ..

ومنا ياشتى لا تحصى فى كلمات ..

غدرا ؟ .. أم عفوا ؟ .. أم صدفة ؟ ..

أم أن الموت مع «الحرفة» ..

أدركنا منذ الميلاد ..

والشعر الموت ..

والموت الشعر .. ؟!

«هذى الحبالة قد ضمت جماعتنا ..

فهل ينوص فتى منا فينفلت ؟»

..................

ياعمر احذر ..

* لاتذهب منذ اليوم إلى المسجد - فالنصل المسموم هناك - ينتظر الظهر العارى إلا مما يستر عوره .. - دارت للغدر الدورة - وأذان المئذنة الخنجر - لا تخطب يابن الخطاب على منبر - أتطيل سجودا ؟ ألقوم قياما وقعودا - مثل القرده - من خلفك لا عن إيمان - إن كان المسجد

ويؤم صلاة .. ويكبر ..

ياعمر احذر ..

ومضى فى النجوى لا يلتفت وراءه

لكأنا نهوى الموت نعانقه نبحث عنه .

كأنا نحيا فى الموت لأنا لانحيا إلا حين نموت ..

لكأنا نبعث ساعة نقبض ..

أو يقبض فى الليل علينا ..

وعرايا مثل الأطفال ..

نأتى للدنيا كى نرحل ..

عنها فى عرى الأطفال !

لم نرضع لكنا نفطم ..

فى رحم الأم ..

والحيض نزيف ..

والمشنقة الأفعى .. الحبل السرى ..

والثدى الحجر الأسود ..

والكفن «اللفة» للموئد والمولد ..

والفاسوخة بندول الساعة ..

فوق الجبهة ..

لو كنا نعرف أن الفرعون ..

كالمثل الشائع يمسك من خطه ..

ماكان الواحد منا خط الخط ..

لو كنا نعرف أن الصوت دليل الصيادين ..

ماكان البلبل منا غنى قط..

لو كنا نعرف ماكنا قلنا الشعر ..

كنا أغلقنا التابوت ..

قفص الصدر ..

- مكرا بالمكر - على الكلمات ..

* لكن لا - مكتوب ليتم المكتوب - والمنطوق - أن القلب المقلوب - والمنطوق الاستنطاق - مكتوب فى اللوح المحفوظ - مكتوب بالقلم البوص - والحبر المستعمل منذ بناء الهرم الأكبر - والصحف الأولى .. البرديات - مكتوب فى أكفان المومياوات - والقلم مسله .. - ألف باء - اب

دون الباطن مما نقرأ ..

ماحذرنا أحد ماحل لنا ألغاز الكلمات ..

ما اعطانا مفتاح الباب السرى الى العالم ..

والعالم وكره ومغاره..

ومضى الآباء ..

فى صمت .. للموت الصمت ..

وإذا الكلمات رموز..

وفنون لغة الرمز..

كل الأشياء لغات .. كل الأشياء ..

ألخط .. البنط ..اللون .. التنقيط..

الترتيب .. التبويب .. الزخرف ..

العنوان الهامش .. والفهرس .. والتنقيط

صنف الورق وقطعه..

عدد النسخ المنسوخة ..

رقم الإيداع ..

كل الأشياء لغات ..

ما بالك بالمنطوق وبالمضمر فى صمت ..

ولحبر الهيود فى درسه التو

راة فن والهم التدبيل».

لو كنا نعرف أنا يمكن أن نقرأ..

لكن لا نكتب شيئاً ..

أو أنا يمكن أن نكتب ..

لكن لا نرسم حرفاً ..

أو أنا يمكن أن نرسم ..

لكن لا نرسم ما يفهم ..

أو أنا يمكن أن نرسم ما يفهم ..

لكن لا نترك أثراً ..

أو لونا أو حتى ظلا ..

أو أنا يمكن أن نترك أثراً

لكن ممحوا لا ينقصاه الغاوون ..

أو لا ممحوا .. لكن رمزاً ..

لو كنا .. لو كنا نعرف!

لكنا ضيعنا أم الكلمة .. أم الرمز ..

أم الألغاز بالغاز اللغز ..

أم الألسنة الناطقة وغير المنطوقة ..

والمكتوبة أو غير المكتوبة ..

ضيعنا «اللوغاريتم» الكنز ..

ضيعنا الهيروغليفية ..

ضيعنا «الكود» ..

الشفرة والمفتاح ..

لكن بتاح ..

مازال يصوغ الإنسان على عجلة فخار ..

والأسلاف ..

ماتوا غيظاً والعار ..

أن يرثوا عنا العار ..

يومى يرث الأمس ..

أمس يرث اليوم ..

وغدى يرث اليوم ويرث الأمس ..

كيف يضيع الموروث بغير خيانة ..

كيف ننام ومن ناموا منذ قرون ..

مازالوا مفتوحى الأعين ..

تحسبهم ظناً أحياء ..

فتولى منهم رعباً ...

وتولى فى الرعب فراراً ..

«تنام أعين قوم عن ذخائرهم

والطالبون إذا هم ما ينامونا» ..

لو كنا .. لو كنا نعرف ..

. . . . . . . . . . .

ثمة نكتة ..

عن مجنون ..

خط لنزلاء العنبر ..

خطا .. فوق الأرضية ..

ـ العاقل منكم من يعبر ..

من تحت الخط !!

وتسابق كل النزلاء ..

وتسلخت الأوجه .. سالت أنهار دماء ..

حتى غاب الخط ..

هذا عصر عبور الخط الوهمى ..

بالسفلى ..

فى مستشفى الأمراض العقلية ..

هذا سر السريالية ..

الرمزية ..

والربالية ..

وجميع «مذاهب» هتك الكلمة ..

ـ للكارثة ثلاث علامات ـ قبل البركان الزلزال الطوفان ـ فيزوف هنالك ينتظر الآن ـ فى غيظ الصمت وصمت الغيظ ـ ألمعبد ملعب ـ كيف الملعب يا بومبى؟ ـ والملعب معبد ـ كيف يكون المعبد يا بومبى ـ فسد الملح ـ والنور الظلمة فمتى يغضب ـ يتفجر تاراً فيزوف ـ تتكلم «نيديا»

. . . . .

نيديا تتكلم ..

بومبى الحانوت القصر الحمامات ..

بومبى العهر الفحشاء اللوطية ..

بومبى الكهنوتية ..

الكفر .. الترف .. الأيدى القفازات ..

بومبى الطبقات الراقية .. الهاى لايف ..

والهاى هاى ..

والهاى داون ..

بومبى الملعب والمسرح والسيرك ..

سفن اللهو المفروشة ..

فوق البحر الفضى اللبنى ..

وزوارق صيادى «الغلمان» ..

والنسوان ..

نيديا تتكلم ..

للكارثة ثلاث علامات ..

حين يصير الحب محالاً ..

ـ ويصير الحب محالاً ..

حين نضل الدرب إلى الله الكلمة ..

وكما تفضى كل دروب العالم يا بومبى لروما ..

تفضى كل دروب الكون إلى الله الكلمة ـ

لا تبنى بالعهر مدينة ..

لكن بالحب ..

فإذا كان بديل الحب الإكسير ..

إكسير الحب الزائف ..

وحبوب المنع من الحب ..

المحشوة سما .. غدراً .. حقداً ..

حين يصير المعهر حلال ..

وعلى المكشوف ..

عينى عينك ..

فلتتكلم يا فيزوف ..

نيديا تتكلم ..

حين يصير السحر ..

فى بومبى بديل العلم ..

ويصير السحرة فينا كهنة ..

سوف يصير الكهنة آلهة فينا ..

وتصير الكلمات دبائح ..

ودخاناً.. وبخوراً .. وطقوس ..

ورموزاً لا يفهمها إلا الخونة ..

من رهط الماكر طرطوف ..

لا تبنى بالمكر مدينة ..

فلتتكلم يا فيزوف ..

نيديا تتكلم ..

حين يكون البصراء ..

عميان القلب ..

حين يكون العميان ..

بصراء القلب ..

ويضيع الصوت القلبى ..

فى الليل المخمور المهتوك المأخوذ على غره ..

وتصير الكلمات لبانه ..

فى شدق الداعر واللوطى ..

ويصير الشرف خيانة ..

حينئذ يتكلم فيزوف ..

يهتز الملعب ينهار ..

هاقد صارت بومبى ..

صارت ماذا؟ ..

لم يترك غضب البركان ..

منها شيئاً ..

ليصير إلى شىء آخر ..

إلا نيديا ..

لكن نيديا أين؟ ..

ضاعت نيديا فى الليل الأسود ..

ضاعت أين؟

ضاعت كيف؟

ليس يهم ..

لا تسأل عنها منذ اليوم ..

«لا جدوى منها بعد اليوم لهذا العالم»!.

جاءت .. قالت .. ضاعت ..

تاهت فى الغمر ..

لكن تركت كلمات ..

أطلقها فيزوف قنابل ..

هل بنيت فوق البركان ..

بومبى العهر ..

أم أن العهر ببومبى ..

صنع البركان ..

أهيولى من قبل الصورة

أم صورة ..

من قبل هيولى ؟ ..

ووجود قبل الماهية ..

أم ماهية ..

قبل وجود؟ ..

والشكل أم المضمون ..

لم تفصل نيديا فى الأمر ..

تركته لمن ولى الأمر ..

«لا تولوا أموركم أيدى الناس إذا ردت الأمور إليكم»

كانت نيديا .. اللاؤوكون ..

طيفاً فى الليل الأسود ..

كانت وعداً ووعيداً ونبوءة ..

كانت صوت الإنسان .. الشاعر ..

صوت الشعب ..

ولهذا سوف تعود غداً أو بعد الغد ..

حتماً ستعود..

* * *

« ـ لا تغتروا بالخيل الخشبية ـ وجب عليها شق البطن وكشف الخلفية ـ ما أبشع ما تخفيه المرآة الفضية ـ وجهاً والكحلية ـ ظهراً .. مثل مجن ـ نحن المقلوبون أم المرآة المقلوبة؟ ـ لم تحسم نيديا الأمر .. ـ لم تحسم أشياء كثيرة ـ مثلاً .. مثلاً .. ـ الإنسان اليوم الق

* * *

مادام الشعر لديهم رمزاً لا نفهمه نحن ..

حتى بعد الجهد وبعد الإعياء ..

وعلى هذا اتفقوا فيما بينهم سراً ..

أن يفهم بعضهم البعض وألا نفهم عنهم نحن ..

مادام الأمر كذلك ..

«وهو كذلك» !

وعلينا أن نعطيهم درساً فى ملعوب الرمرية ..

والشفرية ..

كى لا يعرف أحد منهم رأسه ..

من قدميه ..

ولنبدأ من ملعوب الصمت ..

كيف نقول ..

بالصمت الحكمة ..

إن الله الكلمة ..

«وما جدل الأقوام إلا تعلة

مصورة من باطل متوهم»

. . . . . . .

الموت أمامى واحتى العطش .. للعطشان ..

فمتى أرحل؟ . لا أسألكم كفنا ..

أو جرعة ماء أو لقمة ..

أو إحسان ..

أو حتى نعيا فى «جرنان» ..

يقرأ صدفة ..

فى مرحاض ..

لكن أسألكم باسم «الكلمة» ..

باسم ابن الخطاب ..

أن تلفتوا دوماً للخلف ..

وتعطوا الظهر إلى المحراب ..

لتكون جميع الصلوات .. صلاة الخوف ..

مادام الأعداء هنالك ..

بالزرد اللامع والسيف ..

وختاماً .. قال مؤرخ :

«.. وإلى جانب هذا عنوا (المماليك) بالحركة الأدبية، فرفعوا من شأن ديوان الإنشاء.. وأسندوا العمل فيه لأكابر الأدباء .. وحافظوا على اللغة العربية يجعلها اللغة الرسمية . ومع عنايتهم يتشجيع العلم والأدب والتأليف فيهما ... وتغرب الشعراء إذ لم يتوافر لهم الحس ا

* * *