ليس بالمعنى الدقيقِ ، القولُ :

 

 

إنّ امرأتي ( أعني فَـتاتي ) هجرتْــني فجرَ هذا اليومِ …

 

 

حقّـاً ، خطفتْ ســروالَها والصُّـدْرةَ الصوفَ ، من الكرســيّ

 

 

ثمّ اندفعتْ ، مُـطْـبِـقةً باباً ، لكي تهبطَ كالبرقِ

 

 

على السُّــلَّــمِ …

 

 

كانَ المطرُ استجمَعَ ما يَـهوي به فوقَ الزجاجِ ؛

 

 

الريحُ

 

 

لم تتركْ على الأشجار إلاّ بضعَ أوراقٍ

 

 

كأن الأرضَ كانت ، منذُ كانت ، ورقـاً أصفرَ مبلولاً ومبذولاً …

 

 

أقولُ : المرأةُ – القطّــةُ

 

 

حقــاً غادَرَتْـني … وهي لم تعبأْ بما يعصفُ

 

 

لم تعبأْ بما لا يوصَفُ : الرعدِ ، وهذا الوابلِ الــمُـنْـهَــلِّ …

 

 

والرجفةِ ؛

 

 

طولَ الليلِ كانت طائراتٌ تَـعْـبـرُ الأعصابَ نحوَ البصرةِ .

 

 

الريحُ هديــرٌ مَــعـدِنـيٌّ

 

 

شــاحناتٌ هي إيكاروسُ ليليّــاً

 

 

ومَــعنى القولِ …

 

 

لم أعرفْ لماذا لم أقُلْ للمرأةِ : اسْــتَــأني رجاءً !

 

 

ولماذا لم أَقُــمْ من مضجعي أَتبَـعُــها …

 

 

أنا شخصٌ ساذجٌ

 

 

في منتهى التهذيبِ …

 

 

يشـــتدُّ هديرُ الطائراتِ

 

 

الريحُ لا تحملُ إلاّ الطائراتِ

 

 

الطائراتِ

 

 

الشاحناتِ الجُــنْــدَ في الليلِ إلى البصرةِ .

 

 

إن امرأتي أطبقتِ البابَ

 

 

لكي أُصغي إلى صمتي وحيداً