هو لم يخســرْ شيئاً حينَ أطاعَ نداءَ الحوريّــاتِ …

 

 

لقد غامَــرَ حقّـاً :

 

 

حطَّـمَ مركبَــهُ ، عَــمْــداً ، عند صخورِ الشــاطيءِ ،

 

 

فاضطُــرَّ إلى أن يسبحَ

 

 

كي يمسكَ جِــذعاً أنقَـذَهُ من غرقٍ حَـتْــمٍ …

 

 

- كان غناءُ الحوريّــاتِ يهدهدُهُ حتى في الغرقِ الـماثلِ –

 

 

كان ســعيداً ؛

 

 

أغــفى ، ملـتَـفّـاً بالرملِ الدافـيءِ

 

 

والأصدافِ

 

 

وهدهدةِ الحوريّــاتِ ؛

 

 

ولم يستيقظ إلاّ بعدَ ثلاثِ ليالٍ من حُـلُــمٍ …

 

 

في ليلتهِ الأولــى

 

 

ســارَ إلى ســفْحٍ وتَــمــدّدَ في كوخ رُعاةٍ ،

 

 

في ليلته الثانيةِ

 

 

اســتَـلقى بين زهورِ الخشخاشِ ،

 

 

وفي ليلته الثالثةِ

 

 

اختارتْــه الحوريّــاتُ السَّـبعُ لِـيُـمسي الأُضْــحِــيـةَ …

 

 

…………........................

 

 

….....…………………….

 

 

…………………………..

 

 

الـبَـحّــارُ أفاقَ

 

 

-كما في القَصصِ الأولى –

 

 

يفرِكُ عينيهِ ، ويشــعرُ بالجوعِ وبالعطشِ …

 

 

الوقتُ ضحىً

 

 

والبحرُ الهاديءُ كان يُـوَشوشُ … وِشْـوِشُ … وِشْوِشُ … وِشْـوِشُ

 

 

ثـمّتَ عينٌ يترقرقُ فيها الماءُ

 

 

ويكشفُ عن حصباءَ ملوّنةٍ وحصىً أزرقَ ؛

 

 

واللوتُسُ طافٍ

 

 

يلمعُ إذْ يتضــوّعُ :

 

 

هل تقـطـفُــني يا بحّــارُ ؟

 

 

اقـطـفْـني يا بَـحّــارُ

 

 

اقـطـفْـني أُطعِـمْـكَ من الجوعِ

 

 

اقـطـفْني !

 

 

…………………….

 

 

……………………

 

 

……………………

 

 

لم يعُـدِ البَـحّــارُ يرى غيرَ صخورِ جزيرتِــهِ

 

 

غيرَ السـمكِ الـميْتِ

 

 

وغيرَ طيورٍ متوحشــةٍ قد تأكلُـهُ يوماً …

 

 

لكنّ البحّــارَ يفكرُ ثانيةً :

 

 

أوَلستُ أرى الآنَ الـمِــرآةَ ؟

 

 

إذاً وَهْــماً كانت سنواتُ الرِّحــلةِ …

 

 

وهماً كان نشــيدُ البحر !