اذا كنا نتوقع ان تكون التحولات الثقافية، ومنها تحولات الشعر والقصة القصيرة جدا ، ان تكون مقبولة ولاتخدش سيرورة الرحلة الثقافية المستكينة في العراق بعد حروب المارينز والميليشيات والطوائف والمفخخات، وربمالاتخدش حياء الحياة اليومية المستسلمة لامراء الحرب السفاحين، فاننا سنكون مخادعين مثل قادة العمليات الجراحية السياسية المرهونة بقرارات الخارج، لابقرارات الشارع العراقي، وعلينا انه نعرف ان الوقع هو الذي يحكم المتمثل الشعري، ويدفع عجلة الابداع بطرق شتى، ولاأغالي اذا قلت ان ماكتب من روايات ربما ستوعب بعض الاحداث، وان الكثير من الشعر كان مباشرا، وقليل منه مااشتغل على ماوراء اللغة، او على مابين السطور، وبقي الكثير من الشعراء ينتظرون وحي الكلام من الابراج البعيدة المدى مثل رصاصات الاغتيال القريبة من القلب، نحن بحاجة الى اعادة النظر بكل ماكتب، ومنها علاقة شبكات الاتصال بالابداع العراقي ومدى تأثيرها عليه، لاننا نعيش في زمن استثنائي غاضب، يتلقاه النخبة بوصفهم نخبة يلجأ اليها امراء الحرب والباعة المتجولون في نهاية الجولة الاخيرة، وهذا يشير الى ان المثقف يعيش في وهم التفرد، لان الساسة يعتبرون المثقف مجرد تابع يلمع صورهم القبيحة، وهنا تكمن المفارقة بين صرخة الغضب، وانتظار الفرج الذي ربما لن يأتي أبدا ونحن مجرد شهود زائفين لاتستطيع قول الحقيقة.
سقت هذه المقدمة البسيطة حتى استطيع ان اجد ملمسا لقراءة تجارب جماعة (الجندول) الغاضبة من الواقع، والتي تشير، بلاشك الى خروج الادب العراقي- في هذه المرحلة- من عباءة الحداثة الى مابعد الحداثة، علينا ان نعرف “ان مابعد الحداثة في طور التحول الى ظاهرة ثقافية ونسق فكري عالمي سائر في ركاب الطريق الذي دشنه اسلوب الحياة الامريكي المعاصر (...) ان مفهوم مابعد الحداثة، وهذا واضح تماما، يشكل بنية تاريخية على قدر كبير من الاهمية لانه يؤرخ لاختفاء لحظة تاريخية معينة وحلول اخرى محلها “(1) وعلينا ان نعرف بانه اللغة ماعادت هي اللغة التي كنا نكتب بها قبل ظهور الحاسوب والفيسبوك والموبايل، وشبكات الاتصالات الحديثة، لقد تعرضت اللغة الى انتهاكات خطيرة، اختلطت فيها العامية بالفصحى، والمصطلحات الحديثة، بمعجم العين للخليل الفراهيدي ولسان العرب لابن منظور، لقد تخلخلت ادوات الكتابة مع تخلخل ادوات ومعايير التفكير، وماعاد جدار برلين قائما ولا صور القادة الملهمين مرفوعة على الاكتاف، وعلينا ان نعرف بان العالم يتعرض الى هزائم شديدة اكبرها، واشدها وقعا، انهيار الاحزاب الشمولية، وظهور لاعبين عالميين يحملون الدولار بيد والكواتم باليد الاخرى، وقد بات الامر مريعا ونحن نبحث في سطور الحواسيب عن الامال التي ربما لن تأتي الابعد حين، ان شعورالانسان باليأس من الماضي والحاضر، وضبابية المستقبل كانت وراء فتح دفاتر الخوف والمسكوت عنها من اجل التصريح بلغة صريحة بان العالم تغير بلا ضوابط، او مايسمى بالواقعية الفائقة، (مافوق الواقعية/ ماوراء الواقعية/ مابعد الواقعية) وهذه طريقة لوصف المعلومات التي يخضع لها الوعي، او بالاحرى الطريقة التي يتفاعل بواسطتها الوعي مع معطيات “الواقع”.
يحدث هذا عندما يفقد الوعي القدرة على التمييز بين الواقعي والفنكازي (الخيالي) فيندفع شيئا فشيئا باتجاه الفنكازي دون فهم حقيقة مايجري، معلنا بذلك انتقال الوعي الى عالم الواقع الفائق. يمكن التفكير في غالبية جوانب الواقعية الفائقة ومنحنياتها بوصفها (واقعا بالوكالة او النيابة او التعويض)(2).
ان التغيرات النقدية غير كافية لقراءة نصوص خرجت من تحت ركام الممنوعات، وأعلنت تمردها، وان وصفها بمسميات معينة، وان العودة بها الى مابعد الحرب العالمية الثانية هو ضرب من الغرابة (الفنطازيا)، لان الواقع هو الحاضنة الثقافية الكبرى لانجازات ترقد مكتومة تحت ظلال الخوف وصفارات الاسعاف وتصريحات الزعماء الكاذبة. لقد طرحت قصيدة جيل السبعينيات بعد ظهور مجلة الكلمة بحداثتها المعروفة(قصيدة الحياة اليومية )، ولكنها تخلت عنها بالتدريج، نتيجة الخطاب السياسي الشمولي، والحروب المتواصلة، يبد ان قصيدة مابعد الالفية الثالثة، اومابعد(2013م) بشكل خاص، خرجت من ركام الحروب لتؤسس لنفسها ملامحها الخاصة، وقد كانت قصائد(جماعة الجندول) صرخة مدوية باتجاه ادانة الواقع والخروج عن المألوف، من خلال قدرتها على كسر حواجز الخوف والانسياق وراء الغرائبي الذي يعد في نظرنا التعبير الحقيقي عن(الواقعية الفائقة)، ففي (تسريحة الفايروس)(3) لكاظم خنجر ثمة خروج عما هو متعارف عليه، منه أجل تجسيد الواقع الموغل في الاعماق، والذي يكشف عن الغاطس في مشاعر الشباب الذين يتوجعون، ويعلنون رفضهم للواقع الظاهرالبائس، مستفيدين من لغة الحداثة الجديدة، التي رسخت مفرداتها اجهزة الاتصالات الحديثة، ودفعت بالانسان لان يجعلها جزءا حيويا من ثقافته وممارساته اليومية، ولان هذه اللغة هي الاداة الفاعلة في الخطاب الشعري، فانها تعمل على اختراق الغلاف الخارجي والتوغل نحو حياة المقاهي الالكترونية، والمعبرة عن تجاوزها لفوبياPhobia رهبة الخوف(4)، ذلك ان لفظة(الفايروس) تحيل الى انظمة الاتصالات الحديثة، والتسريحة تقف على الضد من ذلك، لان التجانس بين المنظور واللامنظور يبدو جليا، ذلك،أن الاتصالات الحديثة تعد الاداة القادرة على تكوين ثقافة المجتمع، وتطوير قدرات الانسان، في ايجاد انماط سلوكية تتواءم مع متطلبات الحياة الجديدة (5) ،من خلال استعارة مفردات الات الاتصال الحديثة والطب والحرب لقراءة لغة الجسد الانساني، او لتلاقي(رجفة الخوف) كما يرى حين يبدأ القصيدة بقوله:
بتكثير التبليط جره خل بين افخاذ  الروازين. كلما كشرن صافرت الانذار عن خصيتها. بحبل الافق بالطائرات وعلى لباس المخاض يتكون الدوران دائما. هكذا قد هجم السونار. هكذا سيعلك الدوري إذن الملجأ. فيولد القصف كناعور يكن الرماد على المياه.
تبدو اللغة مراوغة، وقادرة على اخفاء غاية الشاعر في التصريح بحاجاته الجسدية، التي يحجبها الاب برمزه الحضوري او السياسي، اوحاجاته غير المصرح بها نفسيا واجتماعيا، والتصريح هنا حالة من حالات بقايا زمن الخوف، فائة تساؤله:
لماذا لا أبصر عيني بعيني؟
يشي برغبات مكبوته، لعلها تبلغ به هاجس الانحراف، ولكنها تعبير عن حواجس حقيقة فجرتها سنوات الكبت والخوف والحرمان، وان لغة الشيكة العنكبوتية لها قدرة على اخفاء الكلام المباشر بشفرات لها عمقها ومجساتها الدائرة حول الذات المحيطة الخائفة، لهذا حين يصرح “الانه (....) يحفر شباكا جديد بين ساقيها الرخاميتين فكيف لا أحفر جسدي نقرة واول فيها؟” يحاول ان يختم القصيدة بضربة اخيرة تشبه لحظة التنوير في القصة القصيرة، محالا التوغل الى ماوراء اللغة، اوماورا هاجس الحلم، اوهاجس الخوف. انه يحاول انه يؤسس خطابه على لغة التضادين الالفاظ وقدرتها على التصريح والنفي في آن واحد.
تتفاعل قصيدة مابعد الحداثة، مع التقنيات الحديثة، التي جاءت مع الحاسوب والنت، لانه عصر الصورة، بعد ان تلاشي عصر الصوت، مع زعيق الزعماء الشموليين المهووسيين بكارزما البقاء الابدي، ففي قصيدة(فوتوغرافيا مجففة)(6) لابراهيم صالح تكون البداية مع الصورة وتنتهي معها، لان مابعد الحداثة تؤسس وجودها على الصورة بوصفها مهيمنة ثقافية ضاغطة، او مهيمنة مكانية تشتغل على الفضاء في المنظور الجسدي، لان نظرية مابعد الحداثة تعمل”على تفكيك قوتها الابوية وعبادتها الذكورية. هذا اللغة الجنسية للقيادة تؤلف جزءا من اغتصاب العالم الثالث والاستغلال الفائق لعالم الحيوان، ومن الامثلة الدالة على اللغة الجنسية للقيادات العبارات الاتية (انفلاق الترتيب الهرمي “ اختراق سوق العمل (...)  الفائد المهيم من القائد الزحي (...) الانتصاب.
بعبارة اخرى،فأن البلاغة الجنسية للقيادة هي شهادة عن الصراع بين الذكور في مسعاهم لاخضاع الاناث وكذلك جميع عناصر الطبيعة لسلطتهم (7).
ان الصورة تقترن بالاب الذي اهدى ابنة الرقم السري (PASSWORD) لسرداب العائلة، لذا كانه يقول : دق رأسه مرة ......مرتين ....6 ثواني .... وعشرين من جزء الثانية.....والخ بحيث عن يعبره .. تخمرت عيناه امسك بعصا.. ضرب اوتار أذنية .
تدلت من عينه العصور المتسامية ومن رأسه خرج عصر الحداثة ..ومن دبره ولدت مابعد الحداثة ...
اخذت له الصورة الاخيرة
فالصورة مهيمنة جسدية، ونفسية، تتعلق بما بعد الحداثة لقراءة التاريخ المهمل من خفايا الاسرار،في سرداب العائلة، وهنا لابد ان نأخذ مفردة سرداب على محمل التاويل: (الرحم، الجب،السجن، الدبر) التاريخ السري للانسان، وحاجاته المتعفنة تحت الارض، التي ربما تلتقي مع الاحالات الرمزية للقبر والهاجس الوجودي للموت، وعصور الخوف والقادة المتخمين بالصور التي تضاهي الثقافة الشفاهية القائمة على السماء.
نهج قصيدة ( مخلوقات داخلية )(Cool نحو السردية، التي تعني فتح مغاليق القصيدة على جد الحكاية، وتكشف عن الرغبات المكبوتة في نزعة تضرب اطنابها في تفتيت الخطاب الذكوري السائد، من اجل كشف نتانة العلاقات التي يتسترعليها المجتمع حتى يبقى محافظا على صورته، وقداسته الزائفة، انها صرخة احتجاج تعلن ولادة نص جديد، لايلتزم بضوابط الشعر اوقصيدة النثر، ولايدين بالحكاية السردية التي تتشظى في لعبة الكلام المراوغ، وهو لاينفتح بقوة نحو تلك الممنوعات والهواجس، وانما يحاول ان يستفيد لغة الفلسفة والاسطورة والكلام المنمق للوصول الى هدفة، النصي يحمل اوجاعه وهواجسه وحده،ولا ينتظر ان يستند الى تأسيسات مفترضة، ولربما سيصبح هو القاعدة الذهبية لنصوص أخرى، تخترق حاجز الصمت، وتتجاوز المألوف من أجل الاجهاز على ممنوعات الجنس والدين.
والسياسة، بطريقة جديدة، انه يقول:
وانا املأ جنانك برائحة العالم السفلي لدبر الرحمة اتوسل أن أدخل فراغك وان اوسع ثقبه على ان لايطير الثقب بجناح (أكد) الطالع من بحار الظلام بعد قتل ميدوزا العقل بحراشف ربات المذهبية التي تقتل ابنك قربانا لسوق الجهل بعلم الناسخ والمنسوح.
يستفيد النص من بعض الرموز الاسطورية كالعالم السفلي، وعيون ميدوزا التي ذكرها السياب، بانها اسطورة لكائن اذا نظر الى شيء احاله الى حجر، فضلا عن جناح (أكد )،مع ادانة لربات المذهبية، والدين الممسوخ الذي يبعثر الحياة والناس من أجل بركة الوهم، لكن النص يبقى قابعا في ذاته، ولاينفتح للقارئ بسهولة، يحاول ان يتجاوز ما هو ظاهر الى ماهو باطن، لادانة ماهو مسكوت عنه، السردية الحكائية هنا سردية مفعمة بالمستجدات، وقادرة على ان تتملك فرادتها، وحضورها الذي يؤسس لغضب جديد، هو غضب  يرفض سياسة التجهيل والخوف، ومظاهر الخديعة المحبوكة بقوة اللعب على الواقع، وعلي تاج الدين، يحاول ان يشق طريقه بهذه الكلمات: حين يقول:
مرحاض يدفع كوكب الارض الى اعلى أيام الحرب المنسوجة بدماء النساء المفضوضة بكارة حرياتهن بقيود الرمال المعبودة من رب النصال المقطوعة سلبوح يجلس في طرق الغابة على كرسي من خيسة وجه الدم .
انه يحافر ان يكسر(ميتافيزيقيا افلاطون) ومثاليته التي مازالت نظرية اخلاقية سائدة، والتي اصبحت بضاعة تباع وتشترى في سوق الاديان، لعل الجانب البلاغي لايعطي صورة واضحة عن ذلك، لكنه يعطي صورة حية لانهيارخطاب مابعد الدكتاتوريات، ونشأة خطاب جديد، يعيق التصور الاخلاقي المهمين انبثاقة بقوة، وان شعراء مابعد الالفية الثالثة قد تناسوا ذلك واعتاشوا على طروحات قديمة، اوطروحات الاجيال المخللة في لغة الالفية الثانية والتي لم يحن بعد اخراجها من قمقها لكي يتم استهلاكها، لقد تجاوز هؤلاء سياسة التحميض بالخل، واشاعوا لغة البوح الجسدي التي لاتدين بالاخلاقيات السائدة، وانما تنطلق من حقيقة البذخ الجسدي، في الاعلان عن حاجات الجسد، من خلال العلاقات بين الانثى والذكور، اوعبر مثليتها الكامنة في الاعماق،وان لغة المراوغة والحياء الكامن في لغة النص، باتت تتصدع بالتدريج، وهذا تابع من تأثير لغة الاتصالات الحديثة على لغة الادب، ولغة القصيدة السردية، التي تدعونا لوضع اللبنات الاولى لها، بطريقة ما، من خلال ظهور مايسمى بالادب التفاعلي أو الرقمي عبر المدونة الالكترونية (BLOG)من خلق الاتصال بين النص والاخر المتلقي، وفي هذا اعادة للنظر الى نظريات القراءة السابقة عبر التفاعل الرقمي، الذي ربما يجعل المرونة الالكترونية اشبه بالمدونة .
يمكن ان تعد قصائدها بعد الحداثة قصائد تحريضية لكسر حدة السائد والمألوف،


مثل نص(( لؤي حمزة عباس))*


 السردي الذي كان كسرا للسائد في سرديات قصص ماقبل الالفية الثالثة والذي حمل عنوانه (المراحيض)، لذا نجد في قصائد جماعة (الجندول) احالات واضحة وملحة حول (المرحاض)، بوصفة احد ادوات التنفيس عن الضغط النفسي، والمتعلق بالاعضاء الجسدية، كما في (مخلوقات داخلية) لعلي تاج الدين، (مرحاض عمومي)(9) لاحمد ضياء تاج اليمنى، اذ يبدو هذين النصين اقل تماسا مع ادوات وآليات الاتصال الحديثة، لانها تتفتح على المسكوت عنه، حيث تعمل على تفكيك الخطاب القديم وتأسيس خطاب جديد، تستنكر صورة الموت الشائع الذي يطال حتى المراحيض، وهذا بدوره يحاول ترويض الموروث لينسجم مع متطلبات مابعد الحداثة، التي تنزع الى اشاعة خطاب جديد، يتجاوزخطابات الماضي، ليؤسس خطابه الجديد، يحور مقولة المتنبي (مصائب قوم عند قوم فوائد) الى (مراحيض قوم عند قوم مساكن) في اشارة الى الظروف الاقتصادية والسكينة المزرية للانسان العراقي، تحت ظل نظريات امراء الحرب المدججين بالمفخخات والكلام السياسي المعسول، ان رفض  الواقع يعنى ادانه شاملة لكل مايجري، لذا نجد الجسد يتحول الى اشلاء بسبب ذلك (المرحاض العمومي)، لذا يقول احمد ضياء تاج الدين:
متى يصحو الصحيح من ذاكرة C.W
وطننا سوط ينبجس في جلد الردى
سمائهم تمطرنا جثثا
فيبعنا كشك على الارصفة
في جعبتي رب
يبصق بالطين فتخلق نحن
يفتح فكه النهر
ليبلغ في اسى الناس
امطار موتانا تتجمد في براداتهم
بمظلة..أليخ أذاني
تاجر الموت
علبة بلا ستيكية /الانفجار
الى ان يقول:
وهذا مايلقى في حوض  التجفيف
اشلاء المراحيض تشرأب
انصار الولادة
ان روح المفارقة دفعته الى قلب رمز المراحيض ليكون مناسبا باللغة العربية، فهي (W.C) بينما هو ذكرها ب(C.W) وهذا يشير الى طبعة المفارقة بين الواقعية الفائقة والمتخيل، بسبب”انسيابية الواقع وطابعه الضبابي التملصي الذي نواجه حتى في محاولتنا المبدئية صياغة تعريف مناسب له هما يقينا احد عناصر الواقع الفائق، عنصر يسهم في خلق وضع ينهار فيه التمايز بين “الواقعي “ و”المتخيل” نحو الداخل” (10).
هذه المفارقة توحي بضبابية النص، ومحاولات الشاعر اللعب على اللغة المسكوت عنها،ثم الانطلاق لادانة الواقع المشحون بالخوف، لذا يختتم نصه بقوله اصطدم بالريح لان الجسر
بالوعة في ركام ابي
وعظامه مسلة اسعاف تحت صحراء الرأس
المراحيض
قد لا أكون أنا فيها او قد لا أكون
ان عبارة ( قد لا اكون انا فيها) تدلل- بلاشك  على موقف نسائي منه رافض لما يحدث، وعبارة (أو قد لا أكون) تشير الى تلاشيه بسبب ذلك وغيابه الابدي.


(1)هل نعيش حقا في عصر مابعد الحداثة؟ قرارات في مابعد الحداثة ترجمة هيفاء خليف غني، دار الشؤون الثقافية العامة بغداد،2012م/ :ص17.
(2)نفسه:ص65.
(3)تاتو،ملحق جريدة المدى ع (52) س (5) أيلول 2013م:ص 13
(4) الغرابة،المفهوم وتجلياته في الادب :شاكر عبد الحميد، عالم المعرفة(الكويت2012م) :ص .9.
(5) تاريخ نظريات الاتصال :ارمان وميسال ماتلار، ترجمة نصر الدين العياضي والصادق رابح، المنظمة العربية للترجمة (بيروت،2005م):ص52.
(6)تاتو / المصدر السابق:ص14.
(7)هل نعيش حقا في عصرما بعد الحداثة؟:55.
(Coolتاتو/م.س :ص14.
(9)نفسه:ص15.
(10)هل نعيش حقا في عصر مابعد الحداثة؟:ص68.


كاتب المقال :
د.  قيس كاظم الجنابي


2014-01-16




* جدير بالذكر ان الاديب المبدع الدكتور  لؤي حمزة عباس احد زملائي وصديقي  في جامعة البصرة كلية الاداب قسم اللغة العربية ايام الدراسات الاولية له من هنا التحية