الخميس‏، 29‏ آب‏، 2013
 
 
أوقات الشام
 
ماهر الخطيب
 
تشغل الأنباء عن سعي الولايات المتحدة الأميركية إلى توجيه ضربة عسكرية للجيش السوري دول الجوار التي تتابع بقلق الموضوع، في حين لجأت بعضها إلى اتخاذ المزيد من التدابير الإحترازية خوفاً من أن تكون مستهدفة في الرد السوري المحتمل، لا سيما أنها متهمة من قبل النظام بالتواطؤ عليه في هذه الحرب.
في ظل غياب الدور اللبناني الرسمي عن هذه الضربة، تنشغل الحكومتان الأردنية والتركية في متابعة القضية بشكل دقيق، خصوصاً بعد أن قامت الحكومة الإسرائيلية بنشر أنظمة دفاع الردع الصاروخية في مدنها، فكيف هو الواقع في تركيا والأردن؟
 
قلق في الأردن وحذر في تركيا
 
يتشابه الوضع في الأردن وتركيا مع الوضع في لبنان من حيث الإنقسام السياسي حول الموقف من الأحداث السورية، لكن الحديث عن ضربة عسكرية ستوجه لسوريا أثار المزيد من المخاوف في الأوساط الشعبية من ردة الفعل السورية.
وفي هذا السياق، يوضح الكاتب والمحلل السياسي التركي محمد زاهد غول أن الوضع في بلاده حتى الساعة عادي جداً، ويشير إلى أن التركيز حالياً على الواقع المصري أكبر في الإعلام التركي إلى حد بعيد.
ويشدد غول، في حديث لـ"النشرة"، على أن القلق من تطور الأمور غير موجود حالياً لدى الحكومة أو لدى القيادة العسكرية، لكنه يشير إلى أن هذا الأمر قد يتغير في حال حصول الضربة أو في حال تغيرت المعطيات على أرض الواقع.
من جانبه، يوضح رئيس مركز الوحدة الإخبارية في الأردن عامر التل أن هناك إستياء كبيرا في الأوساط الشعبية في بلاده من هذا الموضوع، ويشير إلى أن هناك بيانا صادرا عن العديد من الشخصيات يحذر من تورط النظام الأردني في أي عدوان على سوريا، من خلال تقديم مساعدات للقوات الأميركية.
ويلفت التل، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن هذا القلق ناتج عن الدور الذي قام به النظام الأردني خلال الغزو الأميركي للعراق، ويعتبر أن النظام قد يكون تورط في هذا الأمر من جديد نتيجة الضغوط السعودية عليه بعد انتقال الملف السوري إلى القيادة السعودية، ويذكر بوجود قوات أميركية على الحدود مع سوريا تتولى تدريب مجموعات المعارضة، بالإضافة إلى الإجتماع العسكري الذي عُقد في العاصمة عمان قبل أيام قليلة.
 
 
 
ماذا لو ردت سوريا عبر الأردن أو تركيا؟
 
القلق الناجم عن أنباء الضربة العسكرية يصل إلى احتمالات أن يكون الرد السوري توجيه ضربات عابرة للحدود، وقد تكون الأردن أو تركيا في مرمى النيران السورية، لا سيما أن الدور الذي تلعبه هاتان الدولتان في مساعدة قوات المعارضة المسلحة كبير جداً.
وفي هذا السياق، يلفت غول إلى أن جميع المؤشرات تؤكد أن الضربة ستكون محدودة إلى حد بعيد، أي أنها لن تكون حرباً شاملة على سوريا بهدف إسقاط النظام بقدر ما ستكون نوعاً من أنواع الردع، ويشدد على أن سيناريو دخول قوات برية عبر أي دولة غير مطروح على الإطلاق.
ومن جهة ثانية، يؤكد غول أن بلاده مستعدة لأي احتمال في حال حصول أي ردة فعل من الجانب السوري، بالرغم من أنها لا تتوقع ذلك في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الجيش السوري بعد أشهر طويلة من المعارك التي يخوضها، لكنه يلفت إلى وجود وحدات عسكرية تركية على الحدود.
من جانبه، يستبعد التل أن يكون هناك أي رد فعل سوري على الأردن، لا سيما أن الحكومة السورية تدرك أن الموقف الشعبي غير موافق على هذه الضربة، لكنه يتخوف من توريط بلاده في هذه الضربة التي تخدم مشروع الكونفدرالية الأردنية الفلسطينية في ظل الحديث عن المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية.
ويلفت التل إلى أن الشارع الأردني قد يتفاعل أكثر مع هذه القضية في حال حصول الضربة العسكرية، ويضع في هذا السياق تصريح وزير الإعلام الأردني بأن بلاده لن تكون شريكاً في هكذا أمر في سياق السعي إلى تهدئة الشارع بالرغم من تبرير هكذا موقف في الإعلام الرسمي، ويشير إلى أن هناك قلقا كبيرا في المناطق الحدودية خاصة بعد أن بدأ بعض النازحين السوريين بإثارة المشاكل.
 
النشرة