إعتقدتك لن تأتي...الجزء الرابع 4
في يوم من الأيام...كنت أجلس مع بعض الأصدقاء في منزلي الصيفي...وكنا نتناول الشاي مع قطع البسكويت...سمعت طرق على الباب...فتحت...وإذ بي أرى ساعي البريد وبيديه طرد صغير...إمتلأتني السعادة...علمت مسبقاً إنها من قبله ...لم أدرك كيف وقعّت على ورقة الاستلام...وركضّت مسرعةً إلى غرفتي كي أختلي بها...مزقت ورقة الغلاف بصورة هستيرية...رأيته...هذا مشلحي...ما زال يحافظ على عطري...أغمضت عيوني ...ومعها إنتقلت الى آخر لقاء...بدأت أسمع كلماته تعاد في أذني..." حبيبتي..ستمضي السنة بسرعة لا تقلقي ...لكن عديني عندما نلتقي سترتدين هذا الوشاح...بعد أن أعيده لك ...لتتوجهين الى الموعد...لكن إسمحي لي الآن سأحتفظ به حتى أتنشق عطركِ من خلاله"...
كلماته أزدادت من إشتعال شوقي...أخذت دميتي الكبيرة...وبدأت أراقصها وأنا مغلقة العينين...وأتمتم " ياطير يا طاير على اطراف الدني...لو فيك تحكي للحبايب شو بني يا طير..." وبرقصي وصلت الى غرفة الجلوس ...سألتني صديقتي :" ما الخبر"...لم أبالي لسؤالها وأكملت الغناء والرقص...بالتمايل شمالاً ويميناً على نغمات صوتي..." روح أسألهم من وليفه مش معه...مجروح ..بجروح الهوى شو بيمنعه"...
صوتها تغلب على شرودي ...وقالت:" جنت البنت ...وبدأت الضحكات تعلو...ههههههه"...
توقفت وأجبتهم:" لا وقت لدي...لقد حانت لحظتي...سأذهب لأستبدل ملابسي"....
وكان الفرح ظاهر بشكل ملحوظ...والسعادة تغمرني...أجابوني :" هيا قبل أن تتأخري" ...
كان يعلمون كل شئ عني...عن حبيب قلبي...
تهيأت ...وإرتديت ردائي الزهري لطالما كان يحبه ...ووضعت مشلحي حول عنقي...لم أضف العطر ...فعطره مازل يكفي...توجهت إلى شجرتنا...شجرة الصفصاف ...لا تسألوني كيف وصلت....جلست واسندت ظهري وألقيت برأسي على صدرها...كالأم الحنونة... آه يا شجرتي كم إشتقت اليكِ...وأنت يا زيزي الذهبي أطربني بصريرك حتى يأتي حبيبي...وبدأ الحنين يأخذني الى أحلى أيام أمضيناها هنا...وشجرتنا المقدسة ما زالت تحمل أحرف أسامينا...لا زلت أذكر ذلك اليوم...عندما حفر أحرفنا...كم كانت الشجرة تتألم مع كل غرزة...لكنها كانت صامتة...لانها تضحي بحياتها من أجل العشاق...من أجل رمز يستمر منقوشاً مع التاريخ...
وبينما أنا مسترسلة في ذكرياتي...قاطعني رنين هاتفي الجوال...بدأت بتقبيله دون النظر إلى الرقم ...لأنني على يقين أنه هو...دائما كان صادقاً معي...وفيّ بكلماته...مخلصاً لحبنا...فتحته وما أن لامس أذني ...سمعته يقول:" ألو حياتي" إزدادت خفقات قلبي ...شعرت وكأنه سيتوقف...أجبته:" روحي أنت" ...قال:" لن أتأخر فأنا كالطير في طريقي إليكِ"...أجبته:" قدّ السيارة بهدوء فأنا على أحر من الجمر للقاؤك..."
قال:" لا أستطيع حبيبتي فأنا متلهف اليكِ"...
أجبته:" سأغلق الآن...قدّ ببطئ... وأنا أنتظرك بفارغ الصبر"...
وعاودت اللجوء إلى خوض الإستمتاع باللحظات التي كنا فيها سوياً...وسلسلة العقد التي تحتوي على نصف قلب من الذهب أعصره بكفّي...متوجهت له بالكلام.." حان الموعد يا قلبي...ستتلصق مع نصفك الآخر..." مضت السنة بأشهرها...بأيامها..بساعاتها..بدقائقها...بثوانيها...كأنها دهر كامل وأنا أنتظر لحظة اللقاء...لا أدري فجأة شعرت بوخذ في قلبي...وضعت يدي عليه...شعور لا يوصف...هل هو خوف ؟ أم رعب؟ ما السبب؟ لما هذا الإحساس المفاجئ؟
تساؤولات بدأت أطرحها في ذهني...وأول ما فكرت به... " هو"... أين هو لما تأخر؟...حملت هاتفي وأصابعي ترتجف وأنا أضغط على زر طلب المكالمة الواردة...لم أسمع سوى " الرجاء المحاولة لاحقاً..
بدأت أرتجف...وصقل الجليد جسدي ..غرغرت الدموع في مقلتاي...وكل ما كان يدور في رأسي " أين أنت و لماذا ؟....
مضت ساعات ...آه حبيبي...آه لو كنت أدري...لماذا تأخرت...إنتظرتك ولم تأتي...أغربت الشمس وأنا ما زلت أجلس حزينة...هممت بالرحيل ...خائبة الظن...قلبي مذبوح ...أناجي ربي " يا رب إجعله خير له " ...أمضيت ليلتي ...وكانت تساوي ألف سنة...مع الإستمرار بالمحاولة للإتصال ...لكن عبثاً كان نفس الجواب... حتى بزوغ الفجر مع يوم جديد...توجهت مجدداً إلى الشجرة مع أمل جديد لأنتظره ربما يأتي اليوم...بينما كنت شاردة في العقد...سمعت خربشات ورق الشجر...لكن خوفي من صدمة أخرى بأن يكون شخص آخر...جعلتني منحنية الرأس ولم ألتفت على هذا الصوت...بدأ يقترب الصوت بإتجاهي...مازلت خائفة...خفق قلبي ...لكنني لم أعد أحتمل عدم استراق النظر...أدرت رأسي موجهة نظري مباشرة حول هذا الصوت...وإذا بي أتفاجأ...بالكدمات على وجهه...والقماش الابيض من الشاش الملتف حول رأسه...ويده اليمنى معلقة بحبل متصل حول رقبته...وجزمة من الجفصين في رجله اليسرى متأبط العكاز في المشي... عيوني تكلمت قبل لساني من الدهشة ...وبالآه و لاااااااا....علا صوتي...هممت بالوقوف بسرعة البرق وركضت بإتجاهه ....غمرته وبدأت أبكي...وأول ما تلفظت به كان :" إنتظرتك...إعتقدتك لن تأتي"....أطلق ضحكته عالياً وقال:" وهل أقوى على فراقك يا حياتي "...وطبع قبلته على جبيني...وغصّت في سحر عيونه...شعرت بحرارة جسده من لهفة اللقاء ...وبدقات قلبه تخفق من من شدة الحب....وردّدت مجدداً..." إنتظرتك ولم تأتي"...غمرني بذارع واحدة ...شدّني أكثر ناحيته ...شعرت بحنانه...ولم ويتلفظ سوى بجملة واحدة" أحبك يا روحي وكم اشتقت لكِ"....
أجبته :" الحمد الله على سلامتك" ...
وطبعّت معها قبلة رقيقة على شفتيه...
للمزيد بقية إنتظروني. ..
مساكم ورد أصدقائي. ..
صدفة التقينا / بقلم عاشقة الروح / اعتقدتك لن تأتي (( الجزء الرابع ))السبت أغسطس 03, 2013 10:07 pm
