موعد الغرام وعقدي اللؤلؤي...(الجزء الثاني)
تحرقت شوقاً ....لرؤيته أيام مرت كأنها سنوات, أعجبني كلامه, أذهلني أسلوبه, وإنبهرت باللهفة التي تمتلكه..... هيأت نفسي لموعدي الغرام وإستلام أمانتي... فإرتديت أجمل ثيابي وتعطرت لكنني لم أضع المساحيق فخوفي من أن ينعتني بالبرباره او المهرجة من أولى إهتماماتي .....لا بأس يجب أن يراني على طبيعتي....هكذا أفضل..هذا ما كان يدور بخلد خاطري قد يأتي يوم ويدعي أنني خدعته
.... تهيأت وإنتعلت الكعب العالي.. أرغب به وأرتاح فيه فهو يليق مع ردائي ويضيف السحر إلى قامتي كممشوقة الجسد...حملت حقيبة يدي .....وتوجهتنحو الباب.....راكضةً مسرعةً فتحته وإذ بي تذكرت....عدت أدراجي ولبست عقدي اللؤلؤي فهو يجلب لي اللحظات السعيدة... ويضيف بعض السحر على أناقتي
..... . توجهت إلى السيارة ...وإنطلقت بي إلى الموعد المنتظر...أطال الوقت الطريق وكأنني مهاجرة من بلد الى بلد ...أو مضيفة على احدى الخطوط الجوية...
وصلت... فترجلت من السيارة .....خفق قلبي...وما ان رأيته..:" يا إلهي ها هو أخيرا ".... سرت وكانت خطواتي أسرع من خطواته....إقتربت منه بلهفة لكي أرتمي بين ذراعيه لاشعر بالأمان.. وما أن لامس رأسي صدره وإذ بأفكاري تتشتت ...فقد ذهلت برائحة التبغ تتصاعد من ثيابه :" أووووووه على حظي" ....
دون شعور وضعت يدي على عقدي وشددته بقوه عن رقبتي .... :" لم أعد أحتاجه... لم يعد جالب الحظ بالنسبة لي" ...
توقفت عن التفكير...وشعرت كأني في غيبوبة لدقائق :" آخ من الأيام جعلتني أنتظر هذا اللقاء بشوق ولهفة... لطالما كان عقدي جالب الحظ لي للأسف هذه المرة خذلني..." .ما أن إستنشقت رائحة السجائر حتى تغيرت ملامح وجهي......لم أقصد إلفات نظره... ..... "آه لقد لاحظ....." حتى صراحتي لم أستطع التحكم فيها لقد بانت من نظرتي وعيناي التي تحولت إلى منفضة السجائر....بدل من النظر إلى عيناه التي تحرقت شوقاً لرؤيتي....ويدي التي لامست العقد.... وتناثرت حبات اللؤلؤ على الارض.....إرتبكت ....تشتت تركيزي ......:"ماذا أفعل....آااه لقد لاحظ ذلك آه يا لغبائي ...." حتى الكلمات من فمي تبعثرت والأفكار الجميلة تناثرت في فضاء رأسي......وقفت وفمي مغلق غير الإبتسامة لم أبالي .... فكرة واحدة إجتاحت عقلي ...:"تبا لك ياعقد دمرت خيالي........"
فجأه جاء النادل ليرشدنا على الطاولة
المحجوزة... فكانت تطل على منظر خلاب....البحر ....:"رائع ياإلهي لم تكن الرائحة منبعثة منه وهذه المنفضة لم تكن تخصه آه"...كان اشتياقنا لهذا اللقاء بأنه إختصر عدة خطوات من المسافة لإستقبالي ...أصابعي لامست يديه ....إنحنى وقبلهم... :"آه كم هو رومنسي ....يا إلهي تذكرت عقدي اللؤلؤ المبعثر.....حبة هنا وحبة هناك ....."إنحنيت لإلتقطهم وأجمعهم...خاطبتهم:" أحبائي أخطأت في الحكم عليكم"......رفض موقفي وإنحنى أمامي .....وقال سيدتي لي الشرف أن ألتقطهم حبة حبة...وأتنشق رائحة عطرك من خلالهم ...وأحسدهم فقد لامست عنقك قبل شفاهي...وعندما أخفض عيونه إلى الأرض...ضحكت في سري...مبتسمةً..ودون أن يلاحظ ...تنهدت وغمزت حبات اللؤلؤ المبعثرة....
للمزيد بقية إنتظروني. ..
مساكم لقاء الاحبة....