التناص .. استراتيجية نقد :

التناص استراتيجية لتحليل ونقد النص الأدبي بشكل عام والنص الشعري بشكل خاص … وان التوجه النقدي البنيوي طور هذه الاستراتيجية واعتمدها اساسا في التحليل والقراءة النقدية .
"وتنص هذه الستراتيجية على إن الشاعر يخلق نصه الشعري بالتناص (التعالق) مع نصوص أخرى سبقته ويعبر من خلال تناصه معها عن مقاصده وغاياته ويحقق أهدافا" مهمة كالتواصل والتخاطب مع أفراد المجتمع وفي ضوءه فان عملية تحليل النص تستند إلى كشف هذا التناص (التعالق) بين النص الحالي والنصوص السابقة التي تشكل منها.
من هذا يتبين ان التناص هو وسيلة للتعامل مع تقاليد الادب باعتبارها مرجعا اساسيا تتشكل منها الاعمال الحالية
نعريف التناص :
عرف مصطلح التناص على ضوء تعريف مصطلح اخر هو " النص " باعتباره اللبنة الاساسية التي تشّكل منها التناص :

فالنص: هو "مدونة كلامية ( مؤلف من كلام ) ، حدث يقع في زمان ومكان معينين ، لا يعيد نفسه إعادة مطلقة ، وهو تواصلي ( يهدف توصيل معلومات ومعارف ونقل تجارب الى المتلقي) ، وهو تفاعلي ( يهدف قيام علاقات اجتماعية والمحافظة عليها ) ، وهو مغلق من ناحية سماته الكتابية الايقونية , وهو توالدي ( لكونه يتوالد وينبثق من أحداث تاريخية ونفسانية ولغوية أخرى كما تتوالد منه أحداث نصوص لاحقة)
فالنص إذا هو ... مدوّنة حدث كلامي ذي وظائف متعددة .

أما التناص: فقد استخلصت مقوماته الرئيسية من مجموعة تعاريف تمثلت في :
1- فسيفساء من نصوص أخرى ، ادمجت فيه بتقنيات مختلفة…
2- ممتص لها ، يجعلها من عنديته لتنسجم مع فضاء بنائه ومع مقاصده .
3- محوّل لها ، بتمطيطها او تكثيفها بقصد مناقضة خصائصها ودلالاتها ( معانيها أو بقصد تأيدها .
فالتناص إذاً هو : تعالق ( الدخول في علاقة ) نصوص مع نص ( حدث ) ، بكيفيات واساليب مختلفة ، وبقصد معين .