قاذورات إسرائيلية" مقال
نشوان محمد حسين
قبل
بضعة أيام قامت مجاميع مسلحة من المعارضة السورية باختطاف جنود تابعين
للأمم المتحدة مكلفون بالتواجد على الحدود بين سوريا و " إسرائيل " لمراقبة
قرار فض الاشتباك بين الدولتين بعد حرب1973 .. وقد اشترطت هذه المجاميع
المسلحة أن تقوم الحكومة السورية بإطلاق سراح بعض المعتقلين مقابل أطلاق
سراح جنود الأمم المتحدة " المحتجزين" !نعم فقد دعوهم بالمحتجزين كذلك فعلت
وسائل أعلام عالمية وعربية "كبيرة" ولا أدري كيف يكون هو الاختطاف !؟
فأبسط ما يكون بالاحتجاز هو أن يكون له تبرير قانوني... عموما سأعود إلى
ملابسات حادثة " الاحتجاز" والأسئلة المهمة هو: ما علاقة مجموعة جنود حفظ
سلام أغلبهم من دولة الفلبين بحكومة سوريا وصراعها مع المعارضة كي تشترط
الجماعات الخاطفة هذا الشرط!؟ ثم هل إن مواقف الأمم المتحدة أو دولة
الفلبين هي ضد المعارضة السورية!؟ وما الذي يجعل هذه المجموعات الخاطفة تضن
أن حكومة دمشق يمكن أن تنصاع لهذه المطالب الغير مربوطة منطقيا مع تبعية
وجنسية الجنود المخطوفين!؟ وهل غابت كل هذه الأسئلة عن المعارضة السورية؟
ألم تفكر المعارضة السورية بأن تبعات هذه الحادثة وما تمخض عنها ليس في
صالحها سياسيا بل العكس هو في صالح الطرف الآخر في صراعه معها؟!
من هو
الطرف المستفيد من هذه تداعيات هذه الحادثة؟ قبل أن أجيب على هذا السؤال،
أعيد إلى الذاكرة ما حدث في نهاية سبعينيات القرن الماضي وعندما كانت الحرب
الأهلية اللبنانية قد اندلعت قامت مجاميع مسلحة غير واضحة الهوية
بالاعتداء على الجنود الأممين المراقبين للحدود اللبنانية -"الإسرائيلية"
مما سهل بعد ذلك -وبوقت قصير- قيام الكيان الصهيوني بدخول الأراضي
اللبنانية واحتلالها بحجج كثيرة طالما أجاد اختراعها... وفي شهر آب الماضي
وعندما كانت مصر مشغولة بنفض رمال ربيعها، تسللت مجاميع إرهابية من داخل
الأراضي الفلسطينية المحتلة وقتلت غدرا عدد من الجنود والضباط المصريين قبل
أن تعود إلى داخل الأراضي " الإسرائيلية" بجعجعة مدرعتين ولكن اللعبة لم
تلبث أن انكشفت تفاصيلها على الأقل بالنسبة للرأي المصري العام...
أعود
إلى حادثة " الاحتجاز" على أرض الجولان المحتل حيث يخبرني المنطق السياسي
والتاريخ أن المستفيد الوحيد –وبحسابات سياسية خاصة- هو الكيان الصهيوني
الذي لم تغفل حساباته بالطبع ما سوف يجنيه مما يحدث وسوف يحدث في سوريا
خصوصا وهو يحتل أرض دولة أخرى ويتجاهل قرار مجلس الأمن 242 الذي يأمره
بالانسحاب منها ولكنه لا يهتم لأي قرار دولي وما يفكر فيه هو سرقة أراض
أخرى معتمدا على سياسة تفوح منها رائحة القاذورات.
نشوان محمد حسين
قبل
بضعة أيام قامت مجاميع مسلحة من المعارضة السورية باختطاف جنود تابعين
للأمم المتحدة مكلفون بالتواجد على الحدود بين سوريا و " إسرائيل " لمراقبة
قرار فض الاشتباك بين الدولتين بعد حرب1973 .. وقد اشترطت هذه المجاميع
المسلحة أن تقوم الحكومة السورية بإطلاق سراح بعض المعتقلين مقابل أطلاق
سراح جنود الأمم المتحدة " المحتجزين" !نعم فقد دعوهم بالمحتجزين كذلك فعلت
وسائل أعلام عالمية وعربية "كبيرة" ولا أدري كيف يكون هو الاختطاف !؟
فأبسط ما يكون بالاحتجاز هو أن يكون له تبرير قانوني... عموما سأعود إلى
ملابسات حادثة " الاحتجاز" والأسئلة المهمة هو: ما علاقة مجموعة جنود حفظ
سلام أغلبهم من دولة الفلبين بحكومة سوريا وصراعها مع المعارضة كي تشترط
الجماعات الخاطفة هذا الشرط!؟ ثم هل إن مواقف الأمم المتحدة أو دولة
الفلبين هي ضد المعارضة السورية!؟ وما الذي يجعل هذه المجموعات الخاطفة تضن
أن حكومة دمشق يمكن أن تنصاع لهذه المطالب الغير مربوطة منطقيا مع تبعية
وجنسية الجنود المخطوفين!؟ وهل غابت كل هذه الأسئلة عن المعارضة السورية؟
ألم تفكر المعارضة السورية بأن تبعات هذه الحادثة وما تمخض عنها ليس في
صالحها سياسيا بل العكس هو في صالح الطرف الآخر في صراعه معها؟!
من هو
الطرف المستفيد من هذه تداعيات هذه الحادثة؟ قبل أن أجيب على هذا السؤال،
أعيد إلى الذاكرة ما حدث في نهاية سبعينيات القرن الماضي وعندما كانت الحرب
الأهلية اللبنانية قد اندلعت قامت مجاميع مسلحة غير واضحة الهوية
بالاعتداء على الجنود الأممين المراقبين للحدود اللبنانية -"الإسرائيلية"
مما سهل بعد ذلك -وبوقت قصير- قيام الكيان الصهيوني بدخول الأراضي
اللبنانية واحتلالها بحجج كثيرة طالما أجاد اختراعها... وفي شهر آب الماضي
وعندما كانت مصر مشغولة بنفض رمال ربيعها، تسللت مجاميع إرهابية من داخل
الأراضي الفلسطينية المحتلة وقتلت غدرا عدد من الجنود والضباط المصريين قبل
أن تعود إلى داخل الأراضي " الإسرائيلية" بجعجعة مدرعتين ولكن اللعبة لم
تلبث أن انكشفت تفاصيلها على الأقل بالنسبة للرأي المصري العام...
أعود
إلى حادثة " الاحتجاز" على أرض الجولان المحتل حيث يخبرني المنطق السياسي
والتاريخ أن المستفيد الوحيد –وبحسابات سياسية خاصة- هو الكيان الصهيوني
الذي لم تغفل حساباته بالطبع ما سوف يجنيه مما يحدث وسوف يحدث في سوريا
خصوصا وهو يحتل أرض دولة أخرى ويتجاهل قرار مجلس الأمن 242 الذي يأمره
بالانسحاب منها ولكنه لا يهتم لأي قرار دولي وما يفكر فيه هو سرقة أراض
أخرى معتمدا على سياسة تفوح منها رائحة القاذورات.