برق الضاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

برق الضاددخول

منتدى ادبي شامل يعني بفروع الادب العربي


descriptionمقال Emptyمقال

more_horiz
سيناء ووسوسة السياسة

سيناء.. شبه الجزيرة التي تحتضن أحد جانبي أهم قناة في العالم، وتطل على بحرين لهما مكانتهما في الجغرافية السياسية والاقتصادية العالمية، وقد كانت ذات يوم الأرض التي تربط المشرق العربي بمغربه!
سياسيا.. ظلت سيناء ولفترة طويلة نسبيا مسرحا لساحة الصراع العربي – " الإسرائيلي " في أكثر من مناسبة، قبل أن يتم السلام الذي فرض على المصريين عدد وأماكن تواجد قوات العسكرية، وأن أية تغيير في حجم هذه القوات يجب أن يخضع لموافقة الطرف الآخر.
كان من الطبيعي أن تتأثر سيناء بالإعصار الذي طال مصر في 2011 وأن يكون لهذا التأثير شيئا من الخصوصية المتأتية من طبيعة وضعها الاجتماعي أو الجغرافي الملاصق ل " إسرائيل " وقطاع غزة الفلسطيني، وهذا بدوره جعلها خارج نطاق التهدئة النسبية التي طالت المدن المصرية الأخرى بعد انتهاء الأزمة السياسية بإعلان نتائج الانتخابات.. فكانت التفجيرات مستمرة لأنبوب الغاز المصري- " الإسرائيلي" وعمليات التهريب المتنوعة على أوجها مع حدود قطاع غزة‘ خصوصا تلك المتعلقة بالسلاح.. وفي ضوء هذه الأحداث فلم يفكر كلا الطرفين ( المصري والإسرائيلي ) بتحقق أية مكاسب سياسية ولو بالطريقة التقليدية على حساب الآخر لأن وضعا إقليميا ودوليا لن يسمح بذلك، لذا كان يجب أن يتفق الطرفان على مكاسب مشتركة!
السيد مرسي بحاجة ملحة إلى أن يلفت اهتمام الشعب المصري ومؤسساته الإعلامية إلى قضية أخرى تخفف حدة التوتر فيما بينهم من جهة وبين سياسة حكومته من جهة أخرى، كما إن هذا الخطر الذي سيشعر به المصريين سيمنحه دعما أكثر ونفوذ أقوى خصوصا في وجه خصومه، هذا إذا ما عرفنا أنه فاز بالانتخابات الرئاسية بفارق ضئيل جدا صنعته في الجولة الثانية أصوات لم تكن تحبه بقدر ما كانت تبغض منافسة أحمد شفيق، إذ شاءت اللعبة السياسية أن لا يصعد إلى الجولة الثانية أي تيار أو حزب محسوب على القوة العلمانية باستثناء ما هو محسوب على النظام القديم!
لذا جاءت حادثة استشهاد سبعة عشر عنصر امن مصري على الحدود المصرية- " الإسرائيلية" في سيناء لتكون نقطة انطلاق لتحقيق هذا الغايات ولتقطع الطريق على المصريين المتعاطفين مع الفلسطينيين والمعادين لإسرائيل وكي ينسوا إلغاء أو تغيير اتفاقية كامب ديفيد أو يكرروا عملية اقتحام السفارة الإسرائيلية.
أما بخصوص " إسرائيل " فإن مكاسبها _ وعلى المدى القريب جدا _ هي تأمين وصول الغاز المصري الرخيص جدا، وعلى مدى أقل قربا سيتم قطع كافة الإمدادات التي تصل إلى حماس عن طريق الصحراء وأنفاقها دون أن تطلق هي رصاصة واحدة! أما على المدى البعيد وبنظرة جيو-سياسية قد تتحول الأحداث في سيناء إلى صراع يمكن أن تستفد منه "إسرائيل " بشكل أو بآخر خصوصا وأن آثار قواتها العسكرية ما زال شاخصا هناك!
وإذا وسعنا نظرتنا السياسية إقليميا.. سنرى من الممكن جدا أن يكون لهذا التفاهم المصري_الإسرائيلي رعاية أو تأثير خليجي هدفه إبعاد مصر عن أي شكل من أشكال المواجه مع " إسرائيل" وضمها لموقفها في مواجهة إيران وحلفائها في المنطقة من خلال جعلها قبل كل شيء تبدأ بقطع الإمدادات عن حركتي حماس والجهاد الإسلامي المواليتين لإيران وسوريا.
أما إذا عدنا إلى حادثة استشهاد المصريين السبعة عشر وقمنا بالوقوف على ملابسات حدوثها فسوف نجدها تفوح برائحة الشكوك.. فالمجموعة الإرهابية دخلت سيناء من الجزء الفلسطيني المحتل إسرائيليا بكامل أسلحتها وعدتها، وهذه المغامرة بطبيعة الحال تفرض عليها التزام قمة الحيطة والحذر قبل أن ينقضوا على الجنود المصريين الذين كانوا يتناولون فطورهم الرمضاني، أي أن الإرهابيين لم يجدوا صعوبة في اختيار الوقت المناسب لعبور الحدود المحفوف بالمخاطر! وبعد أن فعلوا فعلتهم الغادرة بكل حرفنة ودقة، سرقوا المدرعتين المصريتين وتوجهوا بهما إلى داخل الأراضي الفلسطينية ( الإسرائيلية ) وليس إلى طريق سري أو مجهول بل إلى معبر شاخص لكل العيان وتسيطر علية " إسرائيل " وهو معبر كرم أبو سالم!! ثم ما هي دوافع هذه المجموعة الإرهابية من هكذا مغامرة كبيرة لاسيما وإنهم لم يكونوا انتحاريين!!؟ وإذا كانوا متطرفين إسلاميين لماذا لم يتجهوا لقتل الإسرائيليين اليهود الذين كانوا أقرب عليهم من المصريين المسلمين!!؟ والسؤال الأكثر أهمية.. ألا يفترض على من يأتي متخفيا أن يعود متخفيا أم يعود بجعجعة مدرعتين إلى داخل أراضي من يفترض إنه العدو!!؟ قبل أن تظهر القوات الإسرائيلية لتلعب دور البطولة في حرق المدرعتين أو أحداهما بوقت لا تُعرف مدته، ومن ثم تسلم مصر بكل وفاء خمسة جثث محترقة – خمسة فقط!- لا ندري هل هي أبدان الإرهابيين أم إنها تعود لأبرياء جلبهم حضهم العاثر!!؟

descriptionمقال Emptyرد: مقال

more_horiz
مقالة قيمة جدا وفكر متقد مستنير

لك البشرى وكل الاحترام

تقديري لك بحجم الكون



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى