برق الضاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

برق الضاددخول

منتدى ادبي شامل يعني بفروع الادب العربي


descriptionعمود Emptyعمود

more_horiz
الديمقراطية السوداء
نشوان محمد حسين

كل من يحاول الفوز بمسابقة ما يجب أن يتوفر فيه الحد الأدنى من الشروط الموضوعية التي تضمن له المنافسة‘ ويبقى ما يقدمه داخل الساحة من أمكانية تفوق منافسيه هو الكفيل الأول بتحقيق الفوز، هذا التنويه لن يقودني إلى الحديث عن دورة الألعاب الاولمبية المنطلقة في لندن أو إحدى مناقصات محافظة بغداد المحبوكة في الخفاء وإنما كي أتحدث باختصار عن مسابقة الرئاسة الأميركية التي يبدو أن عامل الفوز الرئيس فيها ليس في الأرجاء الشاسعة للولايات الإحدى والخمسون بقدر ما هي في جزء آخر من العالم، جزء صغير ما زال منذ عدة عقود يثير المشاكل وتحوم الشكوك حول أحقية وشرعية وجوده! أنه " إسرائيل "
المرشحون للرئاسة الأميركية وهم يجهدون بأفكارهم وعضلاتهم وعطائاتهم الأخرى أمام شعبهم بكل ما أوتوا من تضحية، يدركون جيدا إن هذا لن يشفع لهم في الفوز أن لم ينالوا رضا الإسرائيليين لذا نراهم يتهافتون بكل وضاعة لنيل مباركة " إسرائيل " فالرئيس أوباما المرشح الأول للرئاسة قدم لها مبلغ 70 مليون دولار من أجل قيامها بتطوير برنامجها المسمى بالقبة الحديدية، مع تأكيداته بين الحين والآخر على أولوية أمن "إسرائيل" فهو لا يريد أن يضع نفسه بذات الموقف المُذل قبل سنة تقريبا عندما طالب "إسرائيل" بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 242 قبل أن يذهب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إلى الكون كرس الأميركي ويعلن من منصته رفضه الانسحاب عن أي شبر من الأراضي التي ضمتها "إسرائيل" سنة 1967 وينال تصفيق الأعضاء كل بضعة دقائق!! بينما بقي الرئيس أوباما يبحث عن مكان يخبأ به وجهه.. المرشح الجمهوري ميت رومني لم يكتف بالتملق "لإسرائيل" عن بعد وإنما طار إلى تل أبيب وأعلن أنه إذا فاز بالرئاسة سوف يدعم عملية توجيه ضربة عسكرية إلى إيران!! مرشح جمهوري آخر في الانتخابات التمهيدية أيد السياسات الإسرائيلية وهاجم العرب والفلسطينيين وانقلبت لديه الموازين بالطريقة التي يعتقد فيها أنهم هم الذين يحتلون أراض إسرائيلية ويقتلون ويهجرون اليهود ويفرضون الحصار عليهم..!
أميركا التي ترى نفسها ويراها الكثيرون الديمقراطية الأولى في العالم والتي عُرف عنها أنها هي من تتدخل في فرض نموذجها الديمقراطي على دول العالم، وفي المقابل كم يبدو غريبا لأول وهلة أن تدار ديمقراطيتها من قبل واحدة من أصغر دول العالم وأكثرها جدلا، ولكن حين نتفحص قليلا حقيقة النظام الرأسمالي في أميركا (سياسيا واقتصاديا ) سنعرف أن هذا البلد يدار بزعامات يهودية تسيطر على الاقتصاد والإعلام بالمستوى الذي يمكنها من فرض شكل الوضع السياسي وتوجيه الشعب الأميركي عموما بالطريقة التي يريدوها.. لذا لو قدم المرشح شخصه المثالي لشغل الرئاسة وأعطى أقوى الضمانات وأجزى العطائات المتمثلة بحل المشاكل التي تدفع بعض الأميركيين لاحتلال وول ستريت وخفض نسب البطالة وتقليل معدلات الجريمة و و و .. فانه لن ينال الفوز ما لم تقرر مصلحة "إسرائيل " ذلك.. إذن سيبقى السباق مندلعا للأشهر القادمة بأدوات منافسة عديدة وتبقى الأدوات التي تملكها " إسرائيل " هي التي تمنح الذهب للفائز!

descriptionعمود Emptyرد: عمود

more_horiz
البرق اللامع

نشوان محمد

مقال يلامس واقعنا االمر بعدسة تعرف كيف تلتقط الصور

مبدع وليس بغريب

تقديري



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى