برق الضاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

برق الضاددخول

منتدى ادبي شامل يعني بفروع الادب العربي


descriptionوقفة مع آية Emptyوقفة مع آية

more_horiz
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

وقفة مع آية

زاوية يومية لي معكم بإذن الله تعالى و أتمنى أن أجد لها قسما مناسبا بعد رمضان

سنكون مع تأملات و تجليات مع آية من آيات القرآن الحكيم

و باب المشاركة مفتوح لكل أهل القرآن و هم أهل الله و خاصته

انتظروني

descriptionوقفة مع آية Emptyرد: وقفة مع آية

more_horiz
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم

بسم الله الرحمن الرحيم :

يقول تعالى في سورة الكهف

بسم الله الرحمن الرحيم :

(( و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه ، و لا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان أمره فرطا ))


آية عظيمة جداً تنبهني و تثبتني على الحق كلما قرأتها


ففي زمن طغيان الشهوات و الفتن يضل الإنسان و يتوه و يحتار أي طريق يسلك


يبحث عن طريقة يعيش فيها بين الناس و يبحث عن أصدقاء و معارف ليجد نفسه أمام طريقين


الأول صعب و ممل و يحتاج إلى صبر و تعب لكنه يوصل إلى بر الأمان

و الطريق الثاني سهل و جميل تزينه الورود و على جانبيه نساء جميلات و شتى أنواع الزينة و الشهوات لكنه يوصل في نهايته إلى هاوية و ضياع و خسران


فأي الطريقين تختار ؟؟


أخي الحبيب و أختي الغالية قبل أن تختاروا تذكروا بأن الدنيا بكل ما فيها من متع و شهوات زائلة و فانية و مهما طال العمر فلا بد من نزول القبر ،


أما الآخرة فهي دار البقاء و الخلود و النعيم المقيم


ربما ترى بأن طريق الفتن و الشهوات جميل و مسلي
مسلسلات ممتعة و فتيات جميلات و مال وفير و ضحك و متعة
لكنه لن يدوم و الشعور بالسعادة الخادعة سيزول بسرعة

نعم و صدقني عندما تكون في جلسة سمر مع أصحاب السوء تستمتع قليلا لكنك بعد انتهاء السهرة ستشعر بالندم و الخجل من نفسك و لن ترتاح و ربما تعود إلى المنزل برائحة كريهة تخرج من فمك و ربما تتعرض للكثير من المشاكل


و ربما تتعرض لعقوبة إلهية رادعة و شديدة كحادث سير أليم لا سمح الله أو مصيبة في مالك أو عائلتك أو ضرر شديد لصحتك
و ربما ستشعر بكره واقعك و ستختفي القناعة من قلبك لأنك تنظر إلى نعيم زائل و فتن خداعة


و ربما تضيع نقودك و تصرفها على الملذات بتسرع و طيش و تهور


و الأخطر من هذا كله أنك تضيع عمرك سدى و ستندم على كل لحظة ضاعت في معصية صدقني


و بالمقابل أعرف أن الطريق المستقيم السوي صعب و فيه مطبات و عوائق و جبال و يحتاج إلى الصبر و مجاهدة النفس
أعرف أنه يجعلك تكبت الكثير من شهواتك و رغباتك


و أعرف أنه قد يبدو لك مملاً بالمقارنة مع زينة الطريق الثاني
و ربما تشعر بالوحدة لأن سالكي هذا الطريق في هذا الزمان قلة قليلة و لا حول و لا قوة إلا بالله


لكن كن واثقاً بأن نهاية هذا الطريق ستجعلك تنسى كل الصعوبات و العوائق التي مررت بها


فنهاية الطريق جنة خضراء جميلة و نور ساطع و فرح كبير و نعيم لا ينتهي أبدا و الأهم من ذلك كله شعور رائع بالرضا و السكينة و راحة البال


مكان تنتهي فيه الهموم و تزول


مكان لا مرض فيه و لا تعب و لا عناء و لا حروب و لا دمار و لا ظلم


صدقني عندما تعرف إلى أين يوصلك الطريق ستهون كل الصعاب في سبيل الوصول إلى الغاية

سأشبه لكم الأمر بفكرة من حياتنا وواقعنا


سأضرب لكم مثالاً شابين أحدهما مجتهد يدرس بجد و يتعب طوال العام


و الآخر كسول يستمتع طوال السنة باللعب و السهرات الجميلة و المشاوير و كل أنواع الفتن و الشهوات


و في نهاية العام يحقق الشاب الأول نجاحاً باهراً و تكون فرحته عظيمة جداً و ينسى كل تعبه طوال العام



بينما يرسب الثاني و يذوق مرارة الفشل و الندم و ينسى كل الملذات و المتع التي عاش فيها طوال السنة

نعم فطريق النجاح يحتاج لعمل و جهد و تعب
طريق الطاعة يحتاج إلى صبر و تعب بالتأكيد و كذلك مجالسة الصالحين

منذ يومين كنت أتابع برنامجاً دينياً لأحد المشايخ الفضلاء و في نفس الوقت كان هناك مسلسل أتابعه في وقت آخر لكنني فوته اليوم فقررت أن أتابعه في ذلك الوقت و عندما هممت بتغيير المحطة سمعت الشيخ يقول تلك الآية نفسها

(( و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه ، و لا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان أمره فرطا ))

و تجمدت يدي و شعرت بأنني أسمعها لأول مرة و شعرت بالخجل من نفسي و ندمت لمجرد تفكيري بأن أغير المحطة و أنصرف لمشاهدة مسلسل تافه بدلاً من متابعة درس ديني يفيدني في الدنيا و الآخرة

و أحسست بمدى خطورة و أهمية تلك الآية الكريمة


و تأملت في أمور كثيرة تجري معنا كل يوم تماثل تلك الحكاية
فذلك الذي اختار الذهاب للسهر في خيمة رمضانية ساهرة هههههه حيث اللهو و الغناء و الرقص و الفجور بدل أن يحيي ليالي العشر الأخير من رمضان في العبادة و الصلاة و التهجد و الدعاء و لبئس الاختيار


تذكرت ذلك الشاب الذي فضل التمسك بشلة السوء من المفسدين المضلين على أصدقاء صالحين يدعونه إلى قراءة القرآن و الاعتكاف في المسجد و تدارس القرآن و تعلمه معهم


تذكرت تلك الفتاة التي اختارت صديقة فاسدة على تلك التي تدعوها للحشمة و التمسك بالقيم و الأخلاق و الأدب



تذكرت ذلك الذي اختار علاقة غير شرعية مع فتاة ما بدل أن يبحث عن زوجة صالحة و هو قادر على الزواج لكنه فضل المتعة الرخية على الالتزام في حياة زوجية وفق شرع الله



صدقوني لو تفكرتم معي بتلك الآية العظيمة لشعرتم مثلي بالندم على كل لحظة ضيعناها مه هؤلاء الذين وصفهم الله تعالى أجل و أدق وصف على الإطلاق

(( أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان أمره فرطا ))

فدعونا نتوب و نستيقظ قبل فوات الأوان

فنهاية طريق الغافلين وخيمة و صعبة و إيك أخي الحبيب أن تخوض مع الخائضين و لا تغرك قلة السالكين و تذكر كثرة الهالكين و العياذ بالله


و لنكن على درب الصلاح سوية

و لندعو الله تعالى أن يمدنا بالصبر كزاد في الطريق و إلى اللقاء في الجنة بإذن الله تعالى

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

descriptionوقفة مع آية Emptyرد: وقفة مع آية

more_horiz
و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا

بسم الله الرحمن الرحيم :
يقول تعالى في كتابه العزيز :
(( و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا و اذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا و كنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ))
آية رائعة من آيات سورة آل عمران

قوام تلك الآية الأمر بوحدة المسلمين و تماسكهم

و يؤكد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم نفس المعنى في أحاديث شريفة كثيرة و منها قوله صلوات الله و سلامه عليه

(( مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى ))

إخوتي في الله لقد كان العرب قبل الإسلام قبائل متنازعة متحاربة يستعين كل طرف على لطرف الآخر حتى بالأعداء من فرس و روم

و حتى في القبيلة الواحدة كانت هناك تفرقة بين أبناء العم و الأقارب

و عندما جاء الإسلام كانت أسمى مهمة لرسالته السمحة أن يوحد بين أبناء الأمة

فأساس الإسلام هو التوحيد أي عبادة الله وحده لا شريك الله

و لهذا كانت أول قواعد إرساء وحدة الأمة أن يغرس النبي صلى الله عليه و سلم في قلوب المسلمين توحيد الله تعالى و عبادته وحده في الوقت الذي كان العرب يتخذون أصناما عدة آلهة لهم


التوحيد إخوتي الكرام يجعل الإنسان حراً و متوازنا فعندما يعبد رباً واحدا يستقيم و يهتدي و يرتاح و لهذا قال تعالى ليوضح لنا أهمية التوحيد

(( ضرب الله مثلاً رجلا فيه شركاء متشاكسون و رجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون ))

فمن كان له رب واحد فلن يتوه و لن يضيع

و من هنا انطلق أول أسس الوحدة و هو التوحيد أي عبادة الله وحده لا شريك له



و بعد التوحيد و هو أساس كل شيء يأتي مفهوم آخر مهم و هو الاعتصام بحبل الله تعالى

و المقصود بحبل الله شرعه و أوامره و نواهيه
أن تلتزم بشرع الله تعالى الذي وصلنا عن طريق الرسل و الأنبياء صلوات الله و سلامه عليهم جميعا
فمن يدخل في دين ما عليه أن يلتزم بكل قواعده و أركانه و أخلاقياته
و هذا يشمل كل خلق أو أمر أمرنا الله تعالى به أو رسوله الكريم محمد صلى الله عليه و سلم
و عندما يتبع أفراد الأمة شرعا واحدا و قولنين واحدة فلا بد أن يتماسك المجتمع و تتوطد أواصر الوحدة بين أبنائه أكثر
و عندما تكون سلوكيات البشر وفق منهج قويم فهذا يجعلهم أمة واحدة بالتأكيد



و تأتي أركان العبادة لتوحد المسلمين أكثر

ففي الصلاة ترسيخ لوحدة الأمة
فهم يصلون معا في وقت واحد صلواتهم الخمس طبعا حسب أماكن تواجدهم ، و الكل يصلي نحو قبلة واحدة و وجهة واحدة و بنفس الطريقة و الحركات و السكنات

يجتمعون كل جمعة لصلاة الجمعة التي تعتبر مجلسا مهما يجتمع فيه أبناء الأمة لأداء أهم أركان العبادة




و كذلك الزكاة التي تأتي في أوقات محددة و بنسبة محددة و الهدف منها إرساء المحبة و الوحدة بين أبناء الأمة
كي يكون هناك تكافل اجتماعي يساعد فيه الغني الفقير و يؤدي فرضاً فرضه الله تعالى عليه بنفس الوقت فيختفي الحسد و الحقد الطبقي و يتماسك المجتمع أكثر


و يرسخ الصوم الوحدة في أسمى معانيها عندما يمسك الجميع عن الطعام في وقت واحد إرضاءً لربهم و يفطرون معا في وقت واحد و في هذا تأكيد و دعم لأهمية الوحدة بين المسلمين


و تكتمل الصورة في الحج عندما يحج المسلمون إلى مكان واحد يجمعهم هو بيت الله الحرام و ينفذون شعائر واحدة و يلبسون لباسا واحدا بلون واحد يرددون ذكرا واحدا


(( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك ))

و بهذا ترسخ كل العبادات معنى الوحدة ليكون ديننا واحدا و موحدا لجميع أبناء الأمة


و يتسع المعنى ليعم كل الأرض بحيث يكون الأساس هو الرحمة و التقوى و حسن التعامل حتى مع الآخر و لو خالفنا في الرأي

و مع اختلاف الألوان و الأعراق و الأجناس تأتي قاعدة توحد الجميع و تجعل الأفضلية بينهم للأتقى و ليس لجنس أو لون أو عرق فيقول تعالى :


((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ?13?))

و يؤكد النبي الكريم نفس المعى عندما يقول : (( لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ))
و هكذا تكون أسمى رسالة و خير هدف جاء به الإسلام هو وحدتنا

نعم وحدتنا التي تقل و تنقص روابطها مع الأسف يوما بعد يوم بسبب بعدنا عن ديننا و تعاليمه و أخلاقياته و سلوكياته

فعندما يختل توازن الفرد و يخرج عن تعاليم الجماعة فإنه بالتأكيد سيؤثر على تماسك المجتمع و سيضعف وحدة أبنائه

عندما يأكل المسلم مال أخيه أو يظلمه أو يبغي عليه فسيختل توازن وحدة الأمة

و عندما يخرج المسلم عن أخلاقياته التي أمره بها الله تعالى فسيختل تماسك الأمة أيضا

مع الأسف اختار أبناء الأمة الفرقة مع أن ما يجمعهم أكثر بكثير مما يفرقهم ( رب واحد و نبي واحد و شريعة واحدة و لغة واحدة و تاريخ واحد و آلام و آمال واحدة و عدو واحد ))

اخترنا أن نذعن لخطط الغرب و تقسيماته و حدوده المصطنعة

صار كل شيء يفرقنا حتى الرياضة

و ليتنا نصحو قبل فوات الأوان و نعود أمة واحدة متماسكة كالبنيان يشد بعضه بعضا

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

descriptionوقفة مع آية Emptyرد: وقفة مع آية

more_horiz
البرق اللامع

محمد فجر الدمشقي

وما اروعها ايها النبيل جعلها االه سبحانه في ميزان حسناتك

تقديري



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى