برق الضاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

برق الضاددخول

منتدى ادبي شامل يعني بفروع الادب العربي


descriptionعلى الرئيس أن يرحل Emptyعلى الرئيس أن يرحل

more_horiz
نشوان محمد حسين
عبارة تلازم تصريحات بعض الدول التي تقف بالضد من الحكومة السورية وأصبحت ملتصقة بألسن وزرائها ورؤسائها وملوكها. السيدة كلينتون تردد هذه العبارة معتبرة أن منطق الحق والعدالة والقانون قد اُختصر بشخصها العظيم.. تًرى هل فوضها المجتمع الدولي ؟ أم إنها تختصر هذا المجتمع بشخصها!؟ أم إنها تتكلم بالنيابة عن المجتمع المعني الأول بأبعاد هذه العبارة وهو المجتمع السوري!؟
المجتمع السوري الذي ذهب منه أكثر من 50 بالمئة إلى صناديق الاقتراع من اجل الإصلاحات السياسية، أي أكثر من الذين ذهبوا إلى الانتخابات الفرنسية..! لا أدري كيف أن ابسط الأعراف السياسية والديمقراطية لا تكون حاضرة عند وزيرة خارجية دولة كبرى مثل الولايات المتحدة بحيث لا تؤيد إصلاحات تحت اشراف دولي وتقف بالضد من رغبات ملايين السوريين!؟
الشعب السوري بالنهاية ليس بذلك الغباء الذي يجعله راغبا بتكرار مجازر عراقية وليبية أو ما هو أبشع منها على أراضيه.. أما السيدة كلينتون فما يزيد من ظلام مواقفها أكثر هو صمتها عن معاناة شعوب أخرى ليست بعيدة عن سوريا.. ولا ننسى أنها هي نفسها التي رفضت دعوة المتظاهرين المصريين لتنحي مبارك قبل أن تغير موقفها بأيام دون إيماءة خجل.
صوت آخر يدعو الرئيس للرحيل من أجل أن يحل السلام في سوريا! هذه المرة من تركيا وعلى لسان رئيس وزرائها السيد أوردوغان الذي سرعان ما انضم إلى المعسكر الغربي وقام بتأزيم الموقف مع سوريا رغم العلاقات الممتازة بين الدولتين على كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.. لكن السيد أوردوغان يعلم أن ثمة أوراقاً يمكن أن يثيرها الغرب ضده إذا لم يؤد دوره، ابتداء من قبرص ومذابح الأرمن وانتهاء بانقلابات العسكر عليه! السيد أوردغان الذي رأى فيه اغلب المسلمين زعيما إسلاميا من طراز خاص يمكن أن يختزل الأزمة الفكرية للإسلام السياسي وينال أعجاب كافة الطوائف خصوصا بعد زيارته للنجف وتصريحاته فيما يخص قضية البحرين.. فضلا عن دفاعه عن القضية الفلسطينية، ولكن ما جرى فيما بعد أثبت أن الرجل كان يزايد سياسيا فقط، فقد نسى فلسطين واتجه لإثارة الاختلافات في العراق وتأجيج الطائفية في سوريا.
صوت آخر يدعو الرئيس إلى أن يرحل لكي تحل الديمقراطية في هذا البلد، هذه المرة من دول خليجية هي الأقل ديمقراطية في العالم!!! ولكن يبدو أن القضية هي ترديد ما يقوله الغرب دون نقاش، وكعادتهم سيكونون اليد اليمنى للغرب في تنفيذ ستراتيجياته.. ولو إنهم طالبوا بحل آخر مثل أن يقوم ابن رئيس سوريا أو أخوه بالانقلاب عليه لكان طرحهم أكثر معقولية!!!!
الصوت الآخر المميز والذي لا يقل تناقضا عن سابقيه هو صوت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي تحول فجأة من أمين إلى مشعل حروب يدعو مثل المجنون إلى حل عسكري يمكن أن يأخذ ملايين البشر التي يفترض أن يكون هو أمينا عليها.
نحن إذ نقول هذا الكلام لا ننكر أن الإصلاحات في سوريا قد تأخرت بعض الشيء وان هنالك أخطاء ترتكب ولكن الوقت لم ينته لنبشر بمجازر مروعة قد لا تنتهي الا مع حرق المنطقة بأسرها. صحيح أن الديمقراطية هي حل ضروري ولكن ديمقراطية يحددها الشعب السوري ويرسم شكلها الذي يتوافق مع الواقع السوري.. وليس ديمقراطية تختارها أميركا تستهلك من خلالها نصف الشعب السوري وتكون أداة لتنفيذ أجندات قذرة تعود بالويلات على دول المنطقة – باستثناء إسرائيل طبعا - !
لقد اختارت هذه الدول الطريقة الأكثر تطرفا ووحشية لغرض إسقاط الحكومة السورية من خلال قيامها بتقديم الدعم المادي واللوجستي للجماعات المسلحة التي يغلب عليها الطابع الديني المتطرف الذي تعمل هي على محاربته وإدانته هنا وهناك!!! بينما تكشف لنا كل المعطيات الواقعية في سوريا أن الحكومة لا يمكن أن تسقط بهذه السهولة وأن الضحية الأولى لهذا الصراع هم المدنيون الأبرياء... ولا ادري هل من المعقول أن هذه الدول اللاعبة دوليا وإقليميا استعصى عليها أن تجد حلا سلميا في سوريا !؟ ما هو واضح أن أميركا وحلفاءها يمكن لهم أن يوجهوا المعارضين في سوريا كما يشاءون وان روسيا والصين وإيران تستطيع أن تغير بشكل أو بآخر سياسة الحكومة السورية تجاه المعارضة، ولا أعتقد أن الشعب السوري بكافة أطيافه سيرفض الحلول السلمية.. هل من الصعب أن تتفق هذه الأطراف على جدول إصلاحي يرضي الأطراف السورية؟ بالطبع هو ليس بصعوبة المعارك الميدانية الفتاكة في أقل تقدير! ولكن ثمة أطرافاً تدفع بالحل الدموي كأولوية في منهجها السياسي الرأسمالي الذي يتطفل على الأزمات والحروب!
لهذا لا غرابة أن يرى الزعماء السالفين الذكر نجاح مشاريعهم مرتبطا أساسا بجعل الصراع في سوريا يأخذ طابعا طائفيا ويبدو وكأنه بين ظالم ومظلوم، وقد نجحوا في ذلك إلى حد ما لأنهم يدركون تماما أن هذه هي الورقة التي يمكن أن تؤمن لهم نجاح مشاريعهم فضلا عن كونها هي ورقة هذه المرحلة.
على هامش القضية السورية يحق لنا أن نسال: لماذا لم يعد الغرب -وخصوصا أميركا- يطلق عبارة العمليات الإرهابية على التفجيرات والاغتيالات التي تقوم بها الجماعات المسلحة في سوريا؟ أذن، ثمة دليل آخر في الساحة الميدانية يخبرنا بأن الداعم الأول للقاعدة هو الغرب.
وإذا فرضنا جدلا أن تدخلات هذه الدول هي لدوافع إنسانية كما هي تتشدق.. لماذا لا تكون هذه الدوافع حاضرة في البحرين، أو في الصومال التي يفتك الجوع بأطفالها!؟ وإذا كان بعض زعماء المنطقة يتعرضون لضغوطات داخلية ذات صبغة دينية أو طائفية، بإمكانهم أن يتوجهوا نحو دولة بورما التي قتل فيها البوذيون خلال أسابيع آلاف المسلمين بما فيهم الأطفال والنساء.. ولكن فخامتهم لم ينطقوا بكلمة واحدة ولا اعلامهم الفائق التقنية.. لماذا لا تقول السيدة كلينتون والزعيم الإسلامي أوردوغان كملة إدانة أو وصف بالإرهاب لما يجري في بورما!!؟؟
إذن على الرئيس أن يرحل..! لأن مشروعا غربيا – خليجيا قادما يصطدم بالحاجز السوري.. ولو أن القضية متعلقة بشيء من الجوانب الإنسانية والديمقراطية لقالت السيدة كلينتون ان على الملك و الأمير أن يرحل!

descriptionعلى الرئيس أن يرحل Emptyرد: على الرئيس أن يرحل

more_horiz
االبرق اللامع

شيرين كامل

مقالات رائعة تجعل القارئ امام تعادل اعلامي فمن غير المعقول ان نستمع لجهة ونفغل الاخرى

رائعة بل واكثر

تقديري



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى