رمضان و الناس

صوموا تصحوا

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ها نحن اليوم مع أول أيام شهر رمضان المبارك و أوله رحمة فدعونا نسأل الله تعالى أن يدخلنا في رحمته و أن يكتبنا اليوم من أوائل عتقائه في رمضان فهو ولي ذلك و القادر عليه

هاقد بدأ رمضان و سأبدأ معكم سلسلة خواطري الرمضانية ( رمضان و الناس )

خاطرتي الأولى بعنوان (( صوموا تصحوا ))

الاستعداد لرمضان واجب كل مسلم كما تعلمون و كنت قد كتبت لكم موضوعا بعنوان ( كيف نستعد لرمضان )

و تحدثنا عن أهمية التخلية قبل التحلية و ذكرنا بأن التوبة و الاستغفار و تغيير العوائد و قطع العلائق من أهم أسس الاستعداد لرمضان

و قلنا بأن الاستعداد الروحي و النفسي هو الأهم

لكن ما يثير دهشتي و استغرابي الفهم الخاطئ لكثير من المسلمين لمفهوم الاستعداد لرمضان

أمس سمعت تعليقا ساخرا قال فيه أحد المعلقين الصحافيين : صارت منازلنا مولات

حيث أن المولات أو مراكز التسوق فرغت تقريبا من كل بضائعها و تحولت منازلنا إلى مولات بسبب التخزين العجيب للطعام استعدادا لرمضان بما يكفي لشهرين أو ثلاثة على الأقل

أجبان ... ألبان ... لحوم ... أرز ... عصائر ... فواكه .... خضروات .... معجنات .... تمور .... سمن و زيت و شحم و حبوب و بقول و و و ..... الخ

خزين عجيب و تحضير غريب للطعام في شهر رمضان و كأنه شهر الطعام و حتى قبل رمضان بدأ الكثيرون بزيادة الأكل بغية الاستعداد لتحمل الجوع و العطش في رمضان

و هذا خطأ جسيم فمن الواجب و المنطق العلمي أن تخفف الطعام استعدادا لتحمل الجوع و العطش في رمضان
فالمعدة تعتاد على ما نعودها عليه و تتعب في التخلص مما نعودها عليه و يزداد طلبها للطعام كلما أكلنا

و قد فرض الصيام لتخفيف الأكل و تحسين صحة الجسم و التخلص من البدانة و الشحوم المؤذية التي تسبب الكثير من الأمراض الخطيرة كضغط الدم و السكري و السرطان لا سمح الله

صوموا تصحوا عبارة معناها أن الصيام صحة و عافية و قوة بدن لكنها اليوم تفهم بطريقة مضحكة جدا

صوموا تصحوا اليوم بمعنى : ( صوموا تزدادوا وزنا ) هههههه

فالكثير من الناس يزداد وزنهم بشكل ملفت خلال رمضان و بعده بسبب شراهتهم الشديدة للطعام في رمضان

يقال : البطنة تذهب الفطنة

و المسلم في رمضان يجب أن يعمل الصالحات و أن يقرأ القرآن الكريم بتدبر و الإمعان في الأكل يمنعه من ذلك كونه علميا يؤدي إلى تراكمات في المخ بسبب الدهون و الشحوم مما يؤدي إلى ضعف الفهم و الاستيعاب


و لماذا يصر الكثيرون على صنع أكثر من وجبة و نوع من أنواع الطعام عند الإفطار ؟؟؟؟

يكفينا وجبة واحدة و لقيمات تسد الحاجة و صدقوني كلما أكثرنا من الطعام عند الإفطار كلما صار صيامنا أصعب في اليوم التالي كما أن الأكل الزائد يسبب العطش الزائد و العطش أصعب من الجوع في رمضان و في غيره كما تعلمون

دعونا نتذكر أن هناك فقراء و مهجرون و محاصرون و مساكين لا يجدون ما يسد رمقهم بينما نأكل ما يأكله أربعة أشخاص !!!! في وجبة واحدة ؟؟؟

هي دعوة لنا كي نتعلم بأن الاستعداد لرمضان يتطلب أن نستعد معنويا و دينيا و نفسيا بل و حتى جسديا بأن نخفف الأكل و نقطع علائقنا بالمعاصي و الرغبات الدنيوية و حتى المباحات غير الضرورية و أن نغير عاداتنا السيئة و أن نتوب و نستغفر

و لنكن صائمين حقيقيين و لنجعل شعارنا ( صوموا تصحوا )


و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

البرق اللامع

محمد فجر الدمشقي

بالفعل صديقي العزيز كلامك في محله تماما ، ومما ادى لهذا الشيء بحسب اسواقنا في العراق ان تجار العراق (( ليس كلهم بل اغلبهم )) يستغلون رمضان لاجل المكسب التجاري فيرفعون الاسعار للمواد الاساسية في رمضان والتي يحتاج اليها الصائم بمقدار يصل الى 25 بالمئة من السعر وهم بذلك يتناسون حرمة الشهر الفضيل ، وبدل ان يستشعر الاغنياء الفقراء فسوف تكون الحال ابعد عن ذلك فالاغنياء تصبح بيوتهم مولات والفقراء لا حول ولا قوة لهم

موضوع رائع ايها الراقي

تقديري

موضوع رائع

وزوايا أجدت َ تسليط الضوء عليها

متابعون بكل سرور هذه الومضات


لك التقدير

وودّ

قبل أن يحين أذان المغرب بنصف ساعة
تحس بأن البلد أصابته المجاعة
يتحول الناس إلى مجانين
لا ترى أناساً صائمين
بل ترى وحوشاً جائعين
غاضبين
من كل شيء ساخطين
تراهم راكضين مستعجلين
بلا عقول تائهين
وراء لقمة فقط تراهم لاهثين
0000
تتحول شوارعنا يا أخوة ويا أخوات
إلى غابات
فيها وحوش مفترسة
ونوع جديد من الكائنات
تتعالى حولك الأصوات
وتضج بك المواصلات
وتضيق حولك الطرقات
وتسمع أبشع الألفاظ والكلمات
وصدقني ربما تتعرض إلى الكثير من الصدمات
والضربات وربما اللكمات
وسمعت حتى أن شخصاً بالأمس قد مات
بعد تعرضه لعدة هجمات
وعضات
من قبل تلك الكائنات
مما أصابه بعدة كدمات
ونزيف حاد أدى إلى الوفاة
هل يعقل هذا يا كرام
هل هكذا صار عندنا معنى الصيام
صيام فقط عن شراب أو طعام !!
دون التزام واحترام
دون صبر أو صلاة أو قيام
هل تحولنا إلى طفل يبكي من الفطام
أم إلى أنعام
لا تفكر بشيء سوى بالطعام
أفيقوا يا إخوان
فنحن في رمضان
شهر الخير والرضوان
والبر والإحسان
والصبر والإيمان
فرصة للتوبة والغفران
وإصلاح الذات والبنيان
فاستهدوا بالرحمن
وأصلحوا النفوس وهذبوا اللسان
فالصوم صوم الروح لا الأبدان

محمد فجر الدمشقي كتب:

قبل أن يحين أذان المغرب بنصف ساعة
تحس بأن البلد أصابته المجاعة
يتحول الناس إلى مجانين
لا ترى أناساً صائمين
بل ترى وحوشاً جائعين
غاضبين
من كل شيء ساخطين
تراهم راكضين مستعجلين
بلا عقول تائهين
وراء لقمة فقط تراهم لاهثين
0000
تتحول شوارعنا يا أخوة ويا أخوات
إلى غابات
فيها وحوش مفترسة
ونوع جديد من الكائنات
تتعالى حولك الأصوات
وتضج بك المواصلات
وتضيق حولك الطرقات
وتسمع أبشع الألفاظ والكلمات
وصدقني ربما تتعرض إلى الكثير من الصدمات
والضربات وربما اللكمات
وسمعت حتى أن شخصاً بالأمس قد مات
بعد تعرضه لعدة هجمات
وعضات
من قبل تلك الكائنات
مما أصابه بعدة كدمات
ونزيف حاد أدى إلى الوفاة
هل يعقل هذا يا كرام
هل هكذا صار عندنا معنى الصيام
صيام فقط عن شراب أو طعام !!
دون التزام واحترام
دون صبر أو صلاة أو قيام
هل تحولنا إلى طفل يبكي من الفطام
أم إلى أنعام
لا تفكر بشيء سوى بالطعام
أفيقوا يا إخوان
فنحن في رمضان
شهر الخير والرضوان
والبر والإحسان
والصبر والإيمان
فرصة للتوبة والغفران
وإصلاح الذات والبنيان
فاستهدوا بالرحمن
وأصلحوا النفوس وهذبوا اللسان
فالصوم صوم الروح لا الأبدان






رائعة رائعة

 حروفك تمجد  الروح في رمضان


لك تحيتي

و لكم جمعا محبتي

و تحية لك يا شيرين و شكرا لمتابعتك يا مبدعة

جعلكم الله من اهل تقواه 
موضوع رائع 
اثابك الله كل الخير

الرائعة دائما أديبتنا الجميلة حميدة العسكري أشكرك على تلك الإضافة الراقية جدا

بالفعل رمضان شهر يذكرنا بأهمية وحدة الأمة و تكافلها و تعاونها

ليتنا نتعلم من رمضان الحب و الخير و ليس فقط الجوع و العطش

نورتني يا راقية

استيقظ أبو خالد منزعجا فلسانه جاف و عليه أن يذهب للعمل و هو صائم

بدا غاضبا جدا دون سبب و عندما طلبت منه زوجته بعض الأغراض للفطور صاح بها و قال

لا توجعي راسي بطلباتك عند الصبح بيكفي الأسعار نار و اللهم إني صائم

و في طريقه نحو باب المنزل ركل كرسيا و خرج غاضبا و هو يصرخ اللهم إني صائم

و عندما خرج من البناء وجد كيس قمامه فصاح بالجيران بعصبية

اللهم اني صائم .. يا جيران يا قليلين الذوق يا تافهين مين رمى كيس الزبالة هون !!!

و تشاجر مع جاره في الطابق الأرضي و علا صراخما في كل الحي

و بعدها ركب في الميكرو باص و تشاجر مع السائق لأنه كان يقود بطريقة مجنونة و سريعة و يتشاجر مع السيارات الأخرى طبعا مستخدما كلمة إني صائم

و في العمل تشاجر أبو خالد مع زميل له و خرج غاضبا نحو بائع الخضار و تشاجر معه لأن الأسعار غالية جدا

و عاد إلى المنزل غاضبا و صرخ على زوجته و عنفها دون سبب


هكذا بدت شوارع المدينة اليوم و منازلها

الكل يتشاجرون بحجة الصيام مع أن الأصل في الصيام كظم الغيظ و السكينة و التسامح

لماذا حولنا فكرة الصيام إلى جوع و عطش و عصبية بسبب نداء البطون

أين نداء الأرواح

أين حب الخير للناس


أين حبنا لرمضان

الغضب خلق مذموم دائما فما بالك في رمضان ؟

و كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم

ليس الشديد بالصرعة بل الشديد من يملك نفسه عند الغضب

و قد علمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نتوضأ عندما نغضب و أن نغير وضعيتنا في القيام و الجلوس

فمن كان واقفا فليقعد و من كان قاعدا فليضجع و هكذا

كما أن من أهم أسباب زيادة ظاهرة الغضب في رمضان غياب المفهوم الروحي لرمضان و قلة الذكر

فعلى المسلم أن يستغل كل لحظة في رمضان لذكر الله و استغفاره و تسبيحه و عندها سيزول الغضب من النفوس و تستريح

ألا بذكر الله تطمئن القلوب

فلتذكر الله أيها الصائم و ثق بأن غضبك الزائد قد يفسد صيامك

و لنقل كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم

إني صائم


و تحية للجميع