أكْتُبُ إِلَيكِ، وَالْعَوَاصِفُ تُرَاقِبُ ريشتي بِجُرْأَةٍ و تَرْمُقُهَا بِعِشْق!
مَنْ أَنْبَأَهَا ؟
وَالْآلاَمُ تَتَكَاثَرُ حَوْلَ مَحْبرَتي الرّاقدةَ على الجِراح !
تتبنّاها، وَتَعلن بَراءتَهَا مِنْ وَرائِيِ..فمَن أقْطعكِ هذا الكَم الفَسِيح مني ؟
ذات لقاء ، أخبرتكِ أن الأحلام تموتُ على أرض غانا .. وتحت سمائها يكثُر الوجع !
فكان ردُك ..ولما غانا ؟
تواردت حينها المساحات ،
ولو كنتُ أحملُ جواباً لأخبرتُك !
.
شاهدتُ مؤخراً فيلماً أيقظ حواسي الخاملة
وقد أُوحيَ إليَّ أنكِـ معي - مُتجذرة في تصاميمي ورُسومات قلبي
وكـَ تِنّينة "إيراجون" روحكِ متّحدةٌ بي
أشعر بوجودك وقُربك !
ولكننا نَدورُ بعكس أرواحنا
وَنَتَّجِهُ إلى آمالٍ بعيدة
ونسير في خطين متوازيين لانهاية لهما ،
نُلوّح بأيدينا معاً..ولانلتقي أبدا !
.
أحتاجكِ لأجلك ، ولاأعلم إن كُنتِ مُدركة
فقد تَسَلّلتْ أوجاعكِ إلى داخلي ، وأصابتني إصابةً عاجلة!
.
أَنَا رَجُلٌ من شَوْق
وَأَنْتِ أُنْثَى من حَنِينِ..
تَسْكُنِينَ الْمَوَاسِمَ
فَإِمَّا أَنْ يَذُوبَ الشَّوْقَ، وَإِمَّا يفِيضَ الْحَنِين
وَنَحْنُ مابينهما، وَكِلَاهُمَا غَرَقْ- وَكِلَانَا لايعرف مَكَانَهُ جِيدًا..
وَعُمْقُهُ لَدَى الْآخِرَ !
.
كم أودُّ تَحْرِير يدي ، وكِتَابة أحلامي لكِ
لكن اعلمي ياغيابي
لستُ كما تظنين أيا وصفي ونصفي .
فقد تَفَرَّقَ جُندي ،وَطَوَيْتُ سيفي ، وَحَلَلّتُ عهدي و وعدي ..وألقيتُ كِنانتي ودِرعي ، بعد أن نَفَقَ قوسي ، ولم يَنْجُ من قسوةِ الغياب !
.
أنا وطنٌ دون رايات ،وحصنٌ مفتوق الجهات
مُمتلئٌ بهلعي وظلامي !
أنا الْفَارِس ، وَالْقَتِيلُ على يد ذاك الفارس ،
وَقَضِيَّتِي غَلَبَتْ فُروسيتي !
.
أخيراً ياصفاتي.
ترقّبي حُلول رسالتي
ستكونُ طفلتي الجديدة ، وضيفتُك القادمة.
وأنتِ تقرأينها - ستكونين معي - بين كلماتي وأحضان الغياب .
تبتسمين ، وأبكي
تتألمين ، وأشكو
وقلبي مع الآلام أترُكهُ حُزناً مؤجلاً في كتابي
إلى أن يخُط القدر قَوْلَهْ ، ويجمعنا لِقَاء ..مابعد الرحيل !