أوليَ البعدُ والتفريق ُ أشجانا
................ وبثَّ في مهجتي للهم ِّ ألوانـا...
وها أنا صرتُ للأشواق ِ مَـنهـبة ً
............... وخافقي لم يزلْ بالوصْل ِ ولهانـا
هناك َ لي روضة ٌ للحسن فاتنة ٌ
............. يُروَى بها القلبُ إنْ أضحيتُ ظمآنا
وفاؤها في الهوى عهدٌ لِمؤمنة ٍ
.............. بالحــب ديـنــاً وبالإخلاص إيمانـا
كُنا نظن ُّ بأن الحظ َّ حالَـفـنا
............. في الحب ِّ، وابتسمت للعمر ِ دنيـانا
حتى عَلِـمنا بأن القربَ يتبعُـه
.............. بُـعد ٌ على مَضَض ٍ منَّـا ليصلانا

.......
قالتْ: أتنسى؟ فقلتُ الويلُ لي أبداً
........... إنْ لم أفِ العهدَ، أو جافيتُ إحسانا
وقد أجورُ على قلبي الخؤون ِ إذا
............... تـَعَـمَّدَ القلبُ للأحباب نسـيانا

.......
يا مُنية ً هَـتفتْ روحي بها ولها
.............. لا شك َّ أن الذي أعياك ِ أعيـانا
سألتُ عنك زمان َ الوصل ِ فانتبهتْ
............... أعوامُـهُ، وأشاعتْ فيه ذكرانا
أذاقني البُعـدُ آلاماً مبـُرِّحةً
............... كما جنيتُ من الحرمان ما كانا
فإنْ سكت ُّ فقلبي ناطق ٌ أبداً
............... وإنْ تَصبَّـرتُ حيناً ثُرتُ أحيانا!
لا تعجبي إن رأيتِ الشوقَ ذوبني
................ فطالما قد أذابَ الشوقُ أبدانـا
حاشا لشوقيَ أنْ يُمنَى بمنقصةٍ
................ مَدى السنين ِ وأنْ يرتد َّ بُهتانا
وأنْ تكوني برسم ِ البُعد ِ غائبةً
.................. وأنْ يكون منامُ العين سُلوانا

ياما ادَّخرتُ لأشواقي مُكابَدةً
............... فقادنـي العزمُ للأشواق ِ إذعانـا
سيان ِ عندي الجوى والموتُ يُدركني
............ من قال بين الجوى والموت شتَّـانا؟!
والشوقُ ذو عَنَت ٍ ما بعدَهُ عَنَتٌ
................ آنـاً يمور ويَــصلي مـهجتي آنـا
.......
شكراً لِطيفك ِ حيث ُ اليومَ راودنا
.............. لولاه ُ دامَ الأسى فـينا وأشقانا
كأنما جاء يُحيـينا ويُسعدنا
............... كما اللقاء الذي مِن قبلُ أحيانا
أما كفى البعدُ حرماناً لنا ولكم
............ حتى جَـنينا معَ الحِرمان ِ حِرمانا؟!
وهل جفوتمْ لنا ذِكْراً وقدْ سَكبتْ
............ هذي النجومُ على الآفاق نَجوانا؟
أمْ يا ترى مَرضتْ أجفانُكم سَهَراً
.............. مِـن أجلنا، وتَشوَّقـتمْ للقيانا؟!
كونوا لنا سَنَداً في الأرض قاطبةً
............. فما سواكمْ لنا في الأرض يرعانا
.......
يا أرضُ كوني لمن أحببتُ جَنَّـتَها
............. وهي الملائكُ طافتْ فيك ِ أركانا
وباركي قدميها بالذي ازدهرتْ
............... بـه الحقولُ، وقد زُفّتْ لنيسانا
هي الكريمة ُ بالريحان ِ مِن فَمِها
............... نَشْراً، فحُفِّي بـها ورداً وريحانا!
حى