1-

فِي البِدْءِ كَانَ الانْتِظَارْ

كَانَ التَوَجُّعُ نَجْمَةً تَأْوِي إِلى كَبِدِ السَّمَاءْ

رَبّاهُ قَدْ خَسِفَ القَمَر

فِي عَيْنِ لاَجِئَةٍ تَنَاثَرَ وَجْهُهَا عَبْرَ المَسَاءْ

تَذْوِي

وَ تَسْأَلُ فِي انْتِظَارْ

أَتُرَاهُ قَدْ عَادَ القِطَارْ...

وَ مَتَى يَعُودْ..

كُلُّ الخُطُوطِ تَدَاخَلَتْ

وَ مَحَطَّةُ الحُزْنِ الوَحِيدَةِ فِي البِلاَدْ

صَارتْ رَمَادْ..

2-

كَانَتْ تُقَدِّمُ وَجْهَهَا تَعْوِيذَةً للشّارِبِينَ الحُلْمَ

صَمْتاً وَ انْتِحَارْ

كَانتْ تُقَدِّمُ وَجْهَهَا

طِيناً وَ نَارْ

وَ تَقُولُ:

ياَ مَلأ اشْرَبُوا

وَ تَقُولُ:

ياَ مَلأ اكْتُبُوا...

لاَ حُلْمَ بَعْدَ اليَوْمِ أَنْ يَأْتِي القِطَارْ..

3-

سَأُعِيدُ تَشْكِيلَ الرُؤَى

سَأُعِيدُ تَفْسِيرَ المَنَامْ

وَ أَرى الرُّمَاةَ يُغَادِرُونَ مَكَانَهُمْ

وَ البَدْرَ يَسْقُطُ فِي احْتِشَامْ..

4-

وَ فِي يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ

كُنْتُ مُسَافِراً وَحْدِي

وَ أَسْرَارِي التِي خَبَّأْتُ

قَدْ طَفِحَتْ عَلَى جِلْدِي

أَقُولُ لَكُمْ عَنِ البَشَرِ الذِينَ رَأَيْتُ:

كَانُوا يقْرَؤُونَ السِرَّ فِي وَجْهِي

وَ يَنْتَظِرُونْ...

وَ إِنْ عَوَّلْتُ أَنْ أَمْضِي

تَعَالَتْ فِي دَمِي الأَيْدِي

وَ رُحْتُ أَقُولُ:

لَكِنْ هَؤَلاَءِ النَّاسِ

لَيْسُوا كَالذِينَ تَركْتُهُمْ بَعْدِي..