إشارة

من صمت

لا

تدل

المسالك

عليه

اهبط يا محمّد اهبط

لا تفتّش عن قدميك أو عن صدرك

اهبط إليك

متّقداً بما أنت فيه

ممّا ليس لك

عشّق نفسك إلى نفسك

انفرد

بقوّة عينك

واحذر نظرة المقت

حيرتُك

قبل الهبوط هي حيرتُك

في الهبوط

ورأيتني أهبط منحدراً متوعّراً

كنت عثرت عليه في ليلٍ

مضاءٍ بمراكب الشّك

ثمّ في خلوةٍ

وأنا متوحّدٌ

من

غير

امتثال

حولي أصواتٌ تنادي

في كلّ نداء

يظهر النهر من وراء مسافة وأنا

لستُ عارفاً إن كان من خارجي يجري

أم

داخلي

إن كان أخضر

أم أبيض

أشبه بالشّعرة أم رعوداً

تتكاثر في أعضائي

أهبط

وأُبصّر جسدي هابطاً تحت إبطي فراغٌ هائلٌ ما يقرّبني من

عظامي كان البردُ

لم تسبقني حممٌ حتى التّراب ظلّ محافظاً على جفافه

شيءٌ منّي انفصل عنّي وفي الهبوط ألمٌ لكن اللّذة كانت

أشدّ

أهبطُ

للفضاء نداوةٌ هذا سحابٌ مائلٌ نحو البنفسجيّ ثمةَ إشارةٌ

تدلّني على الطّرق المؤدّية إليّ أقصد حيرةً هي ما

ملكتُ في لمحٍ من البصر

تذكّرتُ

الهابطين على زمن مقبل دائماً من الدّخان

فيه أظلّ واقفاً أترجّى جهةً لا تراني

مستنجداً

أحتمي بغبار أشرعة يشعُّ مع الهواء

فهل أنا متودّداً

أستميل شيئاً من حياةٍ في الحياة

أفتكُّ

مرافقاً

أشهدُ على جهةٍ لا تراني

إليك أهبط إليك

هي الجوزاء لي بُرجٌ

ولي كهفٌ

ستهبط منك أنفاسي

مقطّرةٌ

تفتّش عن قرارتها

فراغٌ

بألوان انعكاسٍ

هادئٍ

يضاعف برجُهُ

ينمو على حجرٍ وطين

شيئاً يبينُ ولا يبينْ

لم تُدرك الأنفاس فاتحة اليقين

نهرٌ

سماويٌّ

يضاعف برجُهُ

شيئاً يبينُ ولا يبينْ