الغريب اللغوي في تراتيل انثى / القسم الثاني

( سامق ) اصل الكلمة ثلاثية ( سمق ) وسامق على زنة ( فاعل )

قال
الزبيدي في مادة ( س – م – ق ) : سَمَقَ سُمُوقاً من حَدِّ نَصَرَ: عَلا
وطالَ كما في الصِّحاح، وفي اللِّسانِ: السَّمْقُ، سَمْقُ
النَّباتِ إِذا طالَ، سَمَقَ النبْتُ والشجَرُ والنخْلُ، يَسْمق سَمْقاً، وسُمُوقاً، فهو سامِقٌ،
وسَمِيقٌ: ارْتَفَع وعَلا وطالَ.

( لغبي ) الاصل ( لغب ) والياء ضمير المتكلم

قال الزبيدي في مادة ( ل – غ – ب ) : اللَّغْبُ: الرِّيُش الفاسِدُ مثلُ
البُطْنَانِ منه، كاللَّغِبِ، ككَتِفٍ، لُغةٌ فيه. من المجاز: اللَّغْبُ: الكلامُ الفاسِدُ الّذِي لا
صائِبٌ ولا قاصدٌ: ويقال: كُفَّ عنَّا لَغْبَكَ، أَي: سَيِّءَ كَلامِك، وفاسِدَهُ، وقبيحَهُ.

( التماهي ) لهذا اللفظ معنيين
اولهما : لغوي
ثانيهما : اصطلاحي

فاللغوي : اصل ( التماهي ) الفعل الثلاثي ( موه )

قال الزبيدي (من المجاز: اماه الشيء : خلط )
والتماهي على زنة ( تفاعل ) وفيه صرفا اعلال بالقلب حسب اصل المادة
واما
المعنى الاصطلاحي : فقد ورد هذا اللفظ في ابحاث العالم فرويد في علم النفس
حيث فسرها : (التماهي هو التعبير المبكر عن الرابطة العاطفية مع شخص أخر)
وبهذا
تستطيع التغلغل في النص اكثر اذا ما طبقت هذه المعاني عليه ولمزيد من
الاستيعاب انصح القارئ بالرجوع الى كتاب ابن سيده ( المحكم والمحكم الاعظم )

( وديده ) اصل الكلمة ( ودد ) جاءت به الشاعرة على زنة ( فعيل ) بمعنى ( مفعول ) تقول ( حبيب ) و ( محبوب )
قال الزمخشري في اساس البلاغة : ودد
وددته وداً ومودّةً، وبيننا موادّ ومواتّ، وهو وديدي وودّي، وواددته وداداً، ونحن نتوادّ،
ووددت لو كان كذا ودادةً، وبودّي لو كان.
( الهتنان ) : اصل الكلمة ( هتن ) جاءت بها الشاعرة على صيغة المبالغة ( فعلان ) ويصلح قياسا زنة المصدر .
قال الخليل الفراهيدي في كتابه العين : هتن
هَتَنْ المطرُ هتوناً، وكذلك الدّمْعُ، وتهاتَنَ أيضاً .
والهتنان من اسماء المطر

( انثيالات ) : اصل اللفظ ( ثول ) قال الصاحب بن عباد في كتابه ( المحيط في اللغة ) : ثول
الثَّوْلُ: الذَّكَرُ من النَّحْلِ. والرَّدِيْءُ من العَسَلِ.
والثَّوَلُ: شِبْهُ جُنُوْنٍ في الشّاءِ، والذَّكَرُ أثْوَلُ والأُنثى ثَوْلاَءُ. وقيل: هو الْتِوَاءٌ في عُنُقِها، يُقال:
ثَوِلَتْ ثَوَلاً.
وثَوِيْلَةٌ من النّاسِ: جَمَاعَاتٌ من بُيُوْتٍ وصِبْيَانٍ ومالٍ، وكذلكَ الثَّوْلَةُ. وقد تَثَوَّلُوا وانْثَالُوا:
أي اجْتَمَعُوا. والثَّوّالَةُ: جَمَاعَةٌ من الطَّيْرِ والجَرَادِ.

( نزغ ) : قال الزبيدي : ن-ز-غ
نَزَغَه، كمَنَعَهُ، نَزْغاً: نَخَسَهُ، وطَعَنَ فيهِ، واغْتَابَهُ، وذكَرَهُ بقَبيحٍ، وهُوَ مجازٌ، مِثْلُ نَدَغَهُ،
ونَسَغَهُ.
ومن المَجَازِ: نَزَغَ بَيْنَهُمْ نَزْغاً: أفْسَدَ، وأغْرَى، وحَمَلَ بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ، قالَهُ أبو زَيْدٍ،
وكذلكَ نَزَأَ بَيْنَهُمْ، ومأسَ، ودَحَسَ، وآسَدَ، وأرَّشَ، ومنْهُ قولُه تعالى: منْ بَعْدِ أنْ نَزَغَ
الشَّيطانُ بَيْنِي وبَيْنَ إخْوَتِي، أي: أغْرَى، وقيلَ: أفْسَدَ.

( المارون ) : معناها السيد الصغير


( ثبج ) : قال الزبيدي : ث - ب - ج
"الثَّبَجُ، مُحَرَّكَةً: ما بينَ الكاهِلِ إِلى الظَّهْرِ. وثَبَجُ الظَّهْرِ: مُعْظَمُه، وما فيه مَحَانِى الضُّلُوع،
وقيل: هو ما بَيْنَ العَجُز إِلى المَحْرَكِ، والجمعُ أَثْبَاجٌ. الثَّبَجُ ": وَسَطُ الشَّىْءِ ومُعْظَمُه"
وأَعلاهُ، والجمعُ أَثْباجٌ وثُبُوجٌ .

وبهذا
نكون قد اكملنا المفردات اللغوية الغريبة في تراتيل انثى ولم يتبق الا
مفردة واحدة هي ( يكرولني ) وسوف ادرج بحثها هنا مختصرا مخافة السام من قبل
القراء :
فالذي يظهر للقارئ ان اصل اللفظ ( كرول ) مضافا اليه ( ياء
المضارعة ونون الوقاية وياء المتكلم ) وهو بهذا الفهم يكون رباعيا ، كما
يمكن ان نعتبره ثلاثيا بحذف الواو من وسطه فيصير ( كرل ) .
وبعد التدقيق في المصادر اللغوية لم نجد لهذه المادة ( ك – ر – ل ) من اثر وهي من المهملات في اللغة العربية .
اذن
فقد استخدمت شاعرتنا لفظا مهملا عربيا ، ولكنه موجود في بعض اللهجات
الخليجية ، أي ان بعض العرب استخدمت هذا اللفظ في لغتها العامية فمثلا
يقولون : ( يكرول الحاضرين ) دلالة على ( الأنس ) بشكل عام وارجو ممن يعرف
اكثر عن اللهجة الخليجية الا يبخل علي بمعلوماته عن هذا اللفظ .
ومادة (
كرل ) وضعها الاستاذ عبد الرحمن احمد البوريني ، من ضمن الالفاظ التي
اخذتها اللغة الانكليزية من اللغة العربية وانقل لكم قوله :
Curl
يلف , يلتف .
الكر " تلفظ الكلمة خطفا وتحذف الألف وتبقى اللام ساكنة وتكون الكلمة لكر وعندما تجعل اللام في الآخر تكون كرل " .
Curl
يقتل .
كر
الرحى : أدارها . الخر . " تحذف الألف فتكون لخر ثم تؤخر اللام فتكون خرل
وتلفظ الكاف بدل الخاء فتكون كرل " . خر الرجل : مات . أخره : أسقطه . يقال
: ضربه بالسيف فأخره .
وبهذا تكون هذه الكلمة عربية الاصل وقع فيها تصحيف في تاخير حرف وتقديم اخر .
وهناك معنى لهذه الكلمة ( كرل ) في اللغة التاميلية اذ تعني عندهم ( البيت )
هذا ما وجدته بعد تتبعي لاصل هذه المادة وقد تغاضيت عن بعض الاقوال الاخرى التي لا ثمرة من ذكرها .
ان شاعرتنا تذكرني بشكسبير حيث قام هذا العبقري بادخال الكثير من المفردات الى اللغة الانكليزية وصارت اليوم لغة مالوفة .
انتظرونا في موضوع جديد وحلقة جديدة من تاملات في تراتيل انثى .